[استطراد في ذكر صارم الدين إبراهيم بن عبد الله صاحب نفحات العنبر]
  كان الوالد فخر الإسلام | من أهل العلم والكمال، والذكاء والإطلاع على العلوم، وإحراز المنطوق والمفهوم، وبعض كتبه بخط يده، وله في معرفة الأنساب ورجال الحديث اليد الطولى، وسطّر مشجر أبي علامة وذيله، وألحق فيه من السادات الموجودين في عصره من عرفه، وبحث عنه وبعض ما أنقله في هذه النبذة عن خطه.
  وكان له شعرٌ فائق، وذكاءٌ وفهم سائق، وفطنة وقادةٌ، وقريحةٌ منقادةٌ، ومن عجيب مما اتَّفَق له: أنها وقعت مذاكرة بين جماعة من العلماء في بعض المجالس في المصنف الذي وضعه الشيخ إسماعيل المقري المسمى (عنوان الشرف) المشتمل على خمسة فنون في مسطور واحد، وقراءة بخمس طرق، وحصل تعجب منهم من صناعته وإتقانه بمحضره.
  فقال الوالد فخر الإسلام: ذلك سهل يسير غير عسير، فما أتى ليلة ثانية إلا وقد أخرج لهم من ذلك القبيل وأبلغ منه، قد شرعه مؤلفاً وجعله أرجوزة، فتعجب الحاضرون من كلامه وملكته واطلاعه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
[استطراد في ذكر صارم الدين إبراهيم بن عبد الله صاحب نفحات العنبر]
  [مولده سنة (١١٨٧) هـ، ووفاته سنة (١٢٢٣) هـ]
  وليس له من الولد إلا الوالد العلامة الخطير، ذو العلم الغزير، والحظ الشهير، والخط الفائق، والشعر الرائق، صارم الدين إبراهيم بن عبد الله بن إسماعيل، مؤلف (نفحات العنبر في تراجم أهل القرن الثاني عشر).