[ترجمة الجد الثاني عشر: السيد العلامة الكبير عبد الله بن محمد]
  والفضل والعلم الظاهر والباطن، وأوصى الإمام القاسم بن محمد أولاده في هذا السيد كما روى ذلك صاحب بغية المريد(١).
[ترجمة الجد الثاني عشر: السيد العلامة الكبير عبد الله بن محمد]
  وأما الوالد فخر الإسلام عبد الله بن محمد بن الإمام، فنشأ نشأة طاهرة، وسار بسيرة آباءه سيرةً ظاهرةً، واشتغل بالعلم من صغره إلى كبره، حتى تبقر فيه، وتضلع فيه، وبلع مرتبة الاجتهاد في أقرب وقت، وكان ممن يشار إليه بالإمامة، والقيام بأمر الأمة والزعامة، ولما توفي الإمام المهدي علي بن محمد بن علي قدس الله روحه، واضطرب الناس بعده وصار ولده الناصر صلاح الدين إلى ظَفار للاجتماع، والنظر فيمن يصلح للقيام، كان علماء الظاهر لا يعدلون عن السيد صلاح الدين إلا إلى عبد الله بن محمد، ويقولون: لا يصلح لهذا الأمر سواه، فلما فهم ذلك اعتذر من المسير إلى ظفار مع والده وأعمامه ومن معهم من هجرة حوث من العلماء والفضلاء، فلم يعذروه فصار معهم وهو يتأوه ويتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ويقول: (اللّهم خر لي في هذا السيرة)، وأمسوا تلك الليلة في الكساد من بلاد مرهبة فحدث معه آخر الليل وجع في بطنه منعه عن القيام والقعود، فحملوه في شقدف وردوه إلى حوث، وتوفي تلك الليلة بعد صلاة العشاء، وقبر بمسجد المدرسة بحوث، وعمره دون الثلاثين سنة، وقبره حذاء قبر والده مزور مشهور، واستجاب الله دعاءه، وأعطاه أمنيته، فرحمة الله عليه ورضوانه.
  وله ولدان صالحان: محمد وعلي، فيهما خير كثير، وفضل شهير.
(١) بغية المريد في أنساب الرشيد (٢٠٤) طبعة الجيل الجديد.