[مفهوم الحصر بالنفي والاستثناء وإنما]
  وقلتم: ثم إذا قال أناس من العوام المقلدين إلى قوله فأعرضوا وحاربهم، فما حال من فعل هذا؟.
  نقول: قد تقدمت إشارة إلى جواب هذا، وأن العالم يعمل بعلمه، ومهما عمل به فذمته بريئة في الدفع والقصد، والجاهل يتبع من ترجح عنده من العلماء أهل الورع والعلم والعمل، فإن استووا توقف، وفريضة الأمام غير فريضة هذين، فإنه إذا عرف من نفسه الكمال التام جاز له الإكراه والإجبار بل والحرب، لكن إحدى الفئتين مخطئة في نفس الأمر لأن القطعيات لا تتعارض، ولهذا جعل اللّه إحدى الفئتين باغية، لقوله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي ٩}[الحجرات]، فيجب إمعان النظر لتحري الحق، ولو حكَّم الكل الكتاب والسنة، لاهتدوا إلى واضح المحجة، وبانت الشبهة من الحجة، واللّه أعلم.
[مفهوم الحصر بالنفي والاستثناء وإنما]
  السؤال الرابع عشر: قال ¥: سؤال: قد تقرر أن من أعظم المخصصات: مفهوم الحصر بالنفي والاستثناء ومفهوم إنما، فما الراجح لديكم هل المنطوق المنفي والمفهوم المثبت، أو العكس، فقد اضطربت العبارات بين أهل البيان وأهل الأصول، ففي لا إله إلا اللّه ما المنطوق وما المفهوم؟ بينوه بالدليل.
  وهل هي على سواء هذه الألفاظ؟ أم هي مختلفة في تعيين المفهوم والمنطوق؟.
  وكذلك أطبق الناس في أكثر عباراتهم على تقدير موجود في لا إله إلا اللّه، فلم ينتف إلا الوجود لا الإمكان، مع أن كلمة الشهادة قاطعة لعرق الشركة إمكاناً ووجوداً، فكيف الأمر الذي لا إشكال معه؟.