[تضرع عظيم للإمام #]
  ولا حوم إلا حوله، ولا انتظار إلا لنزوله، ولا تربص إلا لهجومه، وخليق أن يعد نفسه في الموتى، ويراها في أصحاب القبور، وكل ما هو آت قريب، والبعيد ما ليس بآت، ومصداق ذلك ما اُثر عن صاحب الشريعة ~ «الكيّس من دان نفسَهُ، وعمل لما بعد الموت»، ثم إن وصيتي إلى أولادي والأقارب، وسائر الإخوان وأهل الصلاح، وأرباب الديانة والتقوى والمسلمين، أن يشركوني في صالح أدعيتهم، بالتجاوز عن الفرطات، وإسبال الستر بمغفرة الخطايا في الأوقات المباركة، والأوراد الصالحة المتقبلة، ومجالس التدريس وأدبار الصلوات.
  ثم أقول متضرعاً إلى الله تعالى في قبول معذرتي، وغفران ما يعلمه من خطيئتي في سري وعلانيتي:
[تضرع عظيم للإمام #]
  اللهم يا من هو المتعالي بجلال العظمة والكبرياء، والمستولي بسلطان القدرة على ملكوت الأرض والسماء، والباسط بجناح الرحمة لكل من بَعُدَ من خلقه ومن قرُب ودنى، نسألك بكلماتك التامات، ونور وجهك الذي ملأ الأرض والسموات، أن ترحم عن النار وإصلاء الجحيم رؤُوساً تطأطأت خضوعاً وتصاغراً لهيبتك، وألا تشوي بها وجوهاً خشعت من خيفتك، واشتملت على أعين قد بكت من خشيتك، وعلى أسماعٍ أصغت إلى سماع ذكرك وموعظتك، وعلى خدود قد سالت عليها الدموع وجرت إشفاقاً من سطوتك، وعلى ألسُنٍ قد تحركت بالإستغفار والعذر عن معصيتك، ونطقت بأنواع التقديس وضروب التحميد وأقرّت بمعرفتك، أو تغل بأغلال الحديد رقاباً قد خشعت حذراً من رهبتك، أو تحطم بالنار أصلاباً طالما