مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]

صفحة 82 - الجزء 1

  ٢ - وبمعنى الاختبار: كقوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}⁣[العنكبوت/٣].

  ٣ - وبمعنى الإضلال: كقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}⁣[الأعراف/٢٧].

  ٤ - وبمعنى العذاب: كقوله تعالى {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ}⁣[الذاريات/١٣].

  فيجوز أن يفتن اللّه تعالى المكلفين: أي يختبرهم بالتكاليف والشدائد.

  ويفتن العصاة: بمعنى يعذبهم، لا بمعنى يضلهم عن طريق الحق، لأنها صفة نقص واللّه يتعالى عنها.

[معنى الختم والطبع والتزيين]

  والختم والطبع: بمعنى التغطية، وبمعنى العلامة:

  ولا يجوز أن يقال إن اللّه طبع على قلوب الكفار بمعنى غطى عليها.

  وقال بعض العدلية: ويجوز بمعنى جعل علامة⁣(⁣١).

  والمختار أن الطبع والختم والغشاوة والحجاب في مثل قوله تعالى: {طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}⁣[التوبة/٩٣]، و {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}⁣[البقرة/٧]، و {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}⁣[فصلت/٥]، عبارة عن سلب تنوير القلب الزائد على العقل الكافي، شبّه تعالى سلب التنوير بالختم والطبع، وشبّه حالهم حيث لم يعملوا بمقتضى ما سمعوا وأبصروا بمن في أذنيه وقر، وفي بصره غشاوة، ومن بينه وبين الناصح حجاب، لا تبلغ إليه نصيحته.

  والتزيين: التحسين، {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}⁣[النمل/٢٤]، أي المعاصي.


(١) علامة على القلب لتعرف الملائكة.