مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[ترجمة السيد العلامة المطهر بن القاسم لجده الإمام المهدي]

صفحة 28 - الجزء 1

[ترجمة السيد العلامة المطهر بن القاسم لجده الإمام المهدي]

  قال السيد العلامة المطهر بن القاسم بن الإمام المهدي ¤ ما لفظه:

  

  وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

  الحمد لله الذي جعل أهل البيت المطهرين قرناء الكتاب، وجعلهم ورثة الأنبياء وحجةً على الخلق يُهتدى بهم عن طُرِق الشك والارتياب، وبعد: فإني لمّا اطلعت على تاريخ الآباء الكرام، وسيرهم المنبئة على السمو والانتظام، وعلى علو همتهم في نشر العلوم، وملازمة رضاء الله الحي القيوم، علمت أن ذلك المنهج والوصف مما يحمل المرء على الاقتداء بهم، والاهتداء بهديهم، والتشبه ببعض أفعالهم وسيرهم، وإلى الرغوب إلى معالي هممهم، ونيل بعض علمهم، فسنح لي من ذلك أن أحرر تاريخ آبائي على ما سمعت ورُوي لي من سيرهم المبرورة، وعلو هممهم المشهورة، في نشر العلوم، والسير المرضية القائمة الرسوم.

  أما تاريخ والدنا الإمام المهدي ¥ فأشهر من نار على علم، أقر له الموالف والمخالف، بالقدم الراسخة بالعلم والاجتهاد، ولم يبلغ درجته واجتهاده أحد من علماء زمانه، أَروي عن الوالد العلامة المشهور أحمد بن يحيى العجري أنه كان الإمام يملي شرح الأزهار غيباً، قلباً وحاشية، وأنه ممن أملاه عليه وقرأه لديه.

  وعن القاضي العلامة محمد بن عبد الله الغالبي وغيرهم ممن لازمه من العلماء المبرزين وجالسه، أنه عند الاختبار له في القيام بالخلافة أفحم كل عالم حَبْر، وأنه ما سئُل عن شيء من العلوم حتى التي هي من مسائل المعاياة، والمسائل الغامضة المشكلة على العلماء