[معنى {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} على القرآءتين]
  فعند بعض المفسرين أن المعنى عموم الضلال في جميع القلب، لا عموم القلوب.
  قال بعضهم: قرآءة أبي عمرو وابن ذكوان بتنوين قلب، وصف القلب بالتكبر والتجبر لأنهما ناشئان منه، وإن كان المراد الجملة كما وصف بالإثم في قوله: {فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}[البقرة/٢٨٣]، والباقون بإضافة قلب إلى ما بعده، أي على كل قلب شخص متكبر، وقد قدر الزمخشري مضافاً في القراءة الأولى أي على كل ذي قلب متكبر، بجعل الصفة لصاحب القلب.
  واعترض بأنه لا ضرورة تدعو إلى اعتبار الحذف.
  وأجيب عنه: بأن ثَمَّ ضرورة إلى ذلك، وهي توافق القرآءتين فإنه يصير الموصوف في القرائتين واحداً، وهو صاحب القلب بخلاف عدم التقدير، فإنه يصير الموصوف في أحدهما القلب وفي الأخرى صاحبه، وهذا هو الأقوى، لاتحاد المعنى كما أشرنا إليه، وقد ظهر الفرق بين معنى الإضافة وعدمها، فإن كان بالتقدير فالمعنى واحد، وإن كان مع عدمه اختلف المعنى، ففي قراءة الإضافة عموم القلب، وفي قراءة التنوين عموم القلوب.
  وأما مفهوم الصفة هاهنا فقد يقال بين التكبر والتجبر تلازم يوجب الاتحاد، لأن الكبر محله القلب، والتكبر ما ظهر على الجوارج، فإذا ظهر فهو التجبر، لأنه يستلزم ظلم الغير بالتعالي عليه، مع أنهم قد ذكروا(١) أن مفهوم الصفة إذا سيق
(١) قد أدرج الإمام # مثال ما سيق لغير قصد التقييد في قوله مع أنهم قد ذكروا أن مفهوم الصفة الخ لأن مفهوم ذلك أن غير مفهوم الصفة يؤخذ به، وإن لم يقصد به التقييد، ولا يؤخذ بهذا المفهوم، لأنه هنا جواب سؤال وهو قول السائل ¥: وهل يؤخذ بمفهوم الصفة ... الخ، =