مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[ترجمة علي بن القاسم صنو الإمام المهدي]

صفحة 273 - الجزء 1

  يقبضونه على ما به من شدة المرض من جهة الحمى المسمى (بالمسّبع)، وعند الاحتضار كان يضحك ويقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

  وهكذا مخايل الخير والسعادة | رحمة الأبرار ورضي عنهم وألحقنا بهم صالحين.

  وأمه الشريفة القانتة الصوامة القوامة تقوى بنت الوالد الحسين بن يحيى الحوثي رحمهم الله، وليس له من الولد إلا الحقير راقم الأحرف سامحه الله، وإلا الصنو العلامة جمال الإسلام علي بن القاسم، وآخرون درجوا صغاراً.

[ترجمة علي بن القاسم صنو الإمام المهدي]

  كان الصنو الجمالي | قد بلغ درجة عالية من العلم والعمل والتقوى والورع، وحقق العلوم منطوقها والمفهوم، حتى شارف على الاجتهاد، وحقق الأصولين والأدوات والفروع، وأسرع في سماع الحديث، وقرأ على الجلة من المشائخ في جامع صنعاء وغيره، حتى ظهرت بركته، واشتهر فضله، واستفاد الطلبة على يده، وله من مراجعات وأنظار تدل على فتوحات وتنويرات ربانية، حتى اختار الله له جواره، وعمره خمسة وعشرون عاماً، وقبره بجربة الروض، | ورضي عنه.

  وكان قد رأى رؤيا عظيمة متقدمة قصها عليّ وكتمها على الغير، منها أن جبريل # نزل عليه وأعطاه مصحفاً وسيفاً وسبحة يُسر، وبشره برئاسة كبرى، وأن ذلك يكون بعد ثلاثين شهراً، فكان وفاة تلك العدة عند حلول الأجل المحتوم، ولعمري إن الرئاسة الكبرى هي الرئاسة الأخروية، والفوز بالسعادة الأبدية.

  اللهم ارزقنا خيرها يا أرحم الراحمين، ووصلت إلينا تعزيته ونحن بمحروس خَمِر في حضرة المولى أمير المؤمنين المتوكل على الله المحسن بن أحمد، في حال الاشتغال ببعض أعمال الجهاد، وكان قد أخفوا عني مرضه ووفاته حتى كانت في الغيبة، لا قوة إلا بالله.