مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[زواجه بابنة المأمون]

صفحة 334 - الجزء 1

  فقال أبو جعفر #: الحمد لله إقراراً بنعمته، ولا إله إلا الله إخلاصاً بوحدانيته، وصلى الله على سيدنا محمد سيد بريته، والأصفياء من عترته.

  أما بعد: فقد كان من فضل الله على الأنام، أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال تعالى: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مَنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءُ يُغْنِيهُمْ اللهُ مَن فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، ثم إن محمد بن علي بن موسى خطب إلى أمير المؤمنين عبد الله المأمون ابنته أم الفضل، وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت رسول الله ÷ خمسمائة درهم جياد، فهل زوجتني يا أمير المؤمنين إياها على هذا الصداق؟.

  فقال المأمون: زوجتك ابنتي أم الفضل على هذا الصداق المذكور.

  فقال أبو جعفر: قبلت نكاحها لنفسي على هذا الصداق المذكور.

  وأخرج الخدم من السفينة مثل الفضة المطلية بالذهب فيها الغالية مضروبة بأنواع الطيب وماء الورد والمسك، فتطيب منها الحاضرون على قدر منازلهم، ثم وضعت موائد الحلوى وأكل الحاضرون، وفرقت عليهم الجوائز على قدر رتبهم، ثم انصرف الناس وتقدم المأمون بالصدقة على الفقراء والمساكين، وأهل الأربطة والخوانيق والمدارس، ولم يزل عنده محمد الجواد معظماً مكرماً إلى أن توجه بزوجته إلى المدينة الشريفة.

  وروي أن أم الفضل بعد توجهها مع زوجها إلى المدينة كتبت إلى أبيها المأمون، تشكو أبا جعفر وتقول: إنه يتسرى عليّ، فكتب إليها والدها: يا بُنية إنّا لم نزوجك أبا جعفر لتُحَرِّمي عليه حلالاً، فلا تعاوديني بذكر شيء مما ذكرتِ.