(وصاياه لولده وبعض الحكم والكلام المروي عنه)
  يا بُني: قل الحق لك أو عليك، وإياك والنميمة، فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال.
  يا بُني: إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن، وللمعادن أصولاً، وللأصول فروعاً، وللفروع ثمراً، ولا يطيب الثمر إلا بفروع الأصل، ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب.
  يا بُني: إذا زرت فزر الخيار، ولا تزر الأشرار، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤُها، وشجرة لا يخضرُّ ورقُها، وأرض لا يظهر عشبها.
  ومن كلامه #: البنات حسنات، والبنون نِعَم، والحسنات يثاب عليها، والنِعَم مسؤول عنها.
  ومن حكمه: إياكم وملاحاة الشعراء فإنهم يضنون بالمدح، ويجودون بالهجاء.
  وقال #: من أكرمك فأكرمه، ومن استخف بك فأَكْرِمْ نفسك عنه.
  وقال: ثلاثة لا يزيد الله بها الرجل المسلم إلا عزاً: الصفح عمن ظلمه، والإعطاء لمن حرمه، والصلة لمن قطعه.
  وقال: منع الجودَ سوءُ الظن بالمعبود.
  وعن أبيه عن جده ورفعه: ما من مؤمن أدخل على قوم سروراً إلا خلق الله من ذلك السرور مَلَكاً يعبد الله ويحمده ويمجده، فإذا صار المؤمن في لحده أتاه ذلك السرور الذي أدخله على أُؤلئك مَلَكاً؛ فيقول: أنا أُنس وحشتك وألفتك، وأُثَبِّتُك بالقول الثابت، وأشهد بك مشاهد القيامة، وأشفع لك إلى ربك، وأريك منزلتك في الجنة.