[موضوع الرسالة]
  الجهاد، والسلوك إلى سبيل الرشاد، فأجابنا بحمد اللّه الجم الغفير، وأهرع إلى دعوتنا الصغير والكبير، ثم لا زلنا نبذل النفوس والنفيس طلباً لإعزاز الدين، والذب عن شريعة سيد المرسلين، وإحياء سنة الجهاد، التي هي طريقة الأنبياء والأئمة الراشدين صلوات اللّه تعالى عليهم، ونتنقل لطلب النصر من بلاد إلى بلاد، ونركب متون الأغوار والأنجاد، ونكرر الوقائع بأهل الزيغ والإلحاد، وأهل البغي والفساد، حتى نعش اللّه تعالى أمور الدين وعلا نورُه، وأشرقت في سماء المجد بدورُه، وكُشف عن وجه الإسلام ستورُه، وانتظمت للمؤمنين الأحوال، وكفى اللّه تعالى بعض تلك الأهوال، ونحن إنشاء اللّه على ذلك المنوال، من غير كلال ولا ملال، بعون اللّه الكبير المتعال.
[موضوع الرسالة]
  هذا وإن كانت الدعوة المباركة قد عمت الأقطار، وظهرت ظهور شمس النهار، وسار بها الركبان في الأسفار، لكنّا أردنا أن نخص بهذه الدعوة، ونبعث بهذه الرسالة، إلى أصحابنا وأشياعنا وأعضادنا إن شاء اللّه تعالى، وأتباعنا أهل الديار الحجازية، ومن قطن بمحروس الصفراء من الزيدية، وأهل بدر وخيبر وأهل وادي الفُرع بجبل الرس الأزهر، مهابط البركات والأنوار، ومقر الأئمة السابقين الأخيار، ومن ألمّ بهم من أهل تلك الديار، ممن شملتهم دعوة جدنا المختار، وعترته الأئمة الأطهار صلى اللّه وسلم عليهم أجمعين.
  ونُنهي إليكم سلاماً يفوح نشرُه، ويلوح في أوج المعارف بدرُه، وندعوكم إلى الدعوة النبوية، والسيرة العلوية، والطريقة المرضية، الجامعة غير المفرقة، والعادلة غير الجائرة، وإلى الدخول في زمرة من قد بايعنا وشايعنا على العمل بكتاب اللّه تعالى وسنة رسول اللّه ÷؛ نحيي ما أحيَيَا، ونميت ما أماتا، وأن