وقال بن المسيب: ما رأيت أورع منه.

  وقال الزهري: ما رأيت أفقه منه.

  كان # إذا سجد ابتلت الأرض من دموعه، وهو أحد الباكئين المشهورين، بكى آدم # لخطيته، وبكى يعقوب # على ابنه، وبكى بن عباس على أمير المؤمنين $، وبكت الخنساء على أخيها، وبكى زين العابدين من خوف ربه ø وعلى أبيه وذويه وشيعته في كربلاء.

  كان إذا هاجت الريح سقط مغمى عليه مخافة غضب الله ø.

  وعن طاووس اليماني قال: دخلت الحجر في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل فقام يصلي ما شاء الله ثم سجد سجدة فأطالها، فقلت: رجل صالح من بيت النبوة لأصغين إليه فسمعته يقول: (عبدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك) قال طاووس: فوالله ما طلبت ودعوت بهن في كرب إلا فُرج عني.

  سابَّه # رجل فلما أتم قال: له يا هذا إن كان ما قلته فيّ حقاً فأنا أسال الله تعالى أن يغفر لي، وإن كان ما قلته فيّ باطلاً فأسال الله تعالى أن يغفر لك، ثم ولى عنه.

  وخرج # من المسجد فلقيه رجل فسابّه وبالغ في سبه وأفرط، فعدى عليه الموالي فكفهم عنه، وأقبل عليه وقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها، فاستحى الرجل فألقى الإمام عليه خميصةً وألقى إليه خمسة آلاف درهم، فقال أشهد أنك من أولاد المصطفى ÷.