[الأدلة من الكتاب على وجوب طاعة الإمام]
  قال صاحب الكشاف ¥: والمراد أمراءُ الحقِ، لا أمراءُ الجور، فإن اللّه ورسولَه بريئان منهم، فلا يُعطفون على اللّه ورسوله في وجوب الطاعة لهم.
  وقال الإمام يحيى بن حمزة # في الانتصار: واعلم أن الواجب على الأمة هو النصر للإمام وموازرته ومعاضدته، وإعانته على ما في وجهه من المكالف، ويُحرم عليهم خذلانه، ويلزمُهم أن يطيعوه فيما أمر اللّه تعالى أن يطيعوه فيه، فينقادوا لأمره، ويمتثلوا طاعته، وينهضوا إذا استنهضهم لقتال أعدائه، ولا يكتموا عنه شيئاً من النصائح، ويحدثوا له النصيحة من أنفسهم سراً وجهراً.
  والأصل في هذه الأمور كلها قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}، وأولوا الأمر هم الأئمة بإجماع الأمة.
  وروى زيد بن علي عن آبائه عن علي $ أنه قال: «ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجلٌ بايع إماماً فإن أعطاه شيئاً من الدنيا وفَى له، وإن لم يعطه لم يفِ له(١)؛ ورجلٌ له ماءٌ على ظهر الطريق يمنعه سابلة الطريق؛ ورجلٌ حلف بعد العصر: لقد أُعطيَ في سلعته كذا وكذا، فأخذها الآخر مصدقاً له بيمينه وهو كاذب»(٢).
  وأما من امتنع من بيعة إمام عادل: فقد قال الهادي # في الأحكام: طُرِحت شهادته، وسقطت عدالته، وحرم نصيبه من الفيء.
(١) فكيف حال من يُعطى ولا يفي كما هي الحال في هذا الزمان، أعاذنا اللّه من موجبات سخطه والبعد عن رحمته. تمت عن مولانا الإمام الحجة مجد الدين #.
(٢) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي من حديث أبي هريرة.