ناداه جبريل # في بعض مواقفه: «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي»، كرار غير فرار لم يفر في معركة قط، ولم يخالف رسول الله ÷ في أمر كائناً ما كان.

  وهو أول من أسلم، وأول من صلى مع رسول الله ÷ بعد خديجة أم المؤمنين صلوات الله ورضوانه عليها.

  كان له المواقف المشرفة، والبطولة الرائعة، والأخلاق الكريمة، والعزيمة الصادقة، آخا رسول الله ÷ بينه وبينه، فكان نسخة طبق الأصل من رسول الله، وقال فيه ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

  فتحمل صلوات الله تعالى عليه تلك الأعباء التي لا يحملها أحد غيره، من الحكمة والعلم والورع، والزهد في الدنيا، والمحبة للآخرة، والقول بالصدق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لا يبالي أسقط على الموت أم الموت سقط عليه، لا يصفه واصف، ولا يؤدي حقه مادح، قائم بالليل وصائم بالنهار، كان ثوبه مرقوعاً بجلد تارة وبليف تارة أخرى، ونعلاه من ليف، وكان يلبس الكرابيس الغلاط، فإذا وجد كمه طويلاً قطعه بشفرة ولم يخطه، فكان لا يزال متساقطاً على ذراعيه حتى يبقى سدى لا لحمة فيه، وكان يأتدم إذا أتدم بخل وملح، فإن ترقى عن ذلك فبعض نبات الأرض، فإذا ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الأبل، ولا ياكل اللحم إلا قليلاً، ويقول: لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوان.