[الجد الثالث والثلاثون: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #]
  ومن المعلوم والذي لا يخفى على من نظر في الأخبار أن جعفر بن محمد رضي الله حضر الموضع وزاره وقال لابنه إسماعيل: هذا قبر جدك أمير المؤمنين ~.
  وقد رُوينا عن الحسن بن علي ª أنه قال: حملناه ليلاً ودفناه في الغري، فلولا جهل هؤلاء الجهلة الطغام، واستيلاء العناد عليهم لاكتفوا في هذا المشهد بشهادة الحسن بن علي ®، وشهادة زيد بن علي @، وجعفر بن محمد ¥، ولكنهم أنسوا بمخالفة آل رسول ÷ في كل شيء حتى في مواضع قبورهم {وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَن يُتِمُ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ} وكم قد جرى من أمثال هذا العناد، والقصد إلى إخفاء آثار هذه الذرية الطاهرة، ومحو مآثرهم من المتغلبن في الدنيا كخلفاء بني أمية ومن سلك سبيلهم وزاد عليهم من خلفاء بني العباس، فأبى الله إلا رد كيدهم في نحورهم، وعكس ما دبروه وحاولوه عليهم، فأثارهم مطموسة، وقبورهم مجفوة مجهولة، مع حصول الملك فيهم وبقاء سلطانهم، وآثار هذه العترة الطاهرة لا تزيدها الأيام إلا إشراقاً وظهوراً، وضياءً ونوراً.
  هذا الرضا علي بن موسى @ دفنه المأمون في الموضع الذي دفنه بطوس إلى جانب أبيه، إظهاراً لإكرامه والرفع منه، فمنذ دفن # فيه نسب المشهد إليه بل صار الموضع مشهداً له حتى أن أكثر الناس لا يعرف أن هارون مدفون هناك ... إلى آخره.