مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 6 - الجزء 1

  ولهذا فإن العلماء المجتهدين في ذلك الزمان حرصوا على جمع ما تمكنوا من جمعه من الفتاوى والأسئلة التي وجهت إلى الإمام وأجاب عنها، فحفظوا تلك الأجوبة واستنسخوها وتداولوها، وأعجبوا بروعتها وأساليب الإمام في الجواب عنها، وقوة استدلاله فيما أفتى به فيها، سواء كانت في الأصول أو الفروع.

  وقد كان أكثر تلك الأسئلة يوجهها علماء مجتهدون أجلاء - علماً أن أهمية السؤال وصعوبته تكون على قدر مورده وموقعه - فلا تكون تلك الأسئلة إلا مما قد أعياهم واستصعب لديهم، أو مما هو من المسائل الهامة الدائرة وأرادوا أن يعرفوا قول الإمام وما يستقويه نظره فيها.

  فوجه علماء ضحيان أسئلة هامة، اسمها (الأسئلة الضحيانية)، فأجاب عنها الإمام (بالبدور المضيئة في جوابات المسائل الضحيانية)، وهي ضمن هذا المجموع المبارك.

  وعندما قام الإمام # بالدعوة، أرسل بدعوته إلى المناطق الحجازية، وسماها (الموعظة الحسنة)، كما قال #:

  أردنا أن نخص بهذه الدعوة، ونبعث بهذه الرسالة، إلى أصحابنا وأشياعنا وأعضادنا إن شاء اللّه تعالى، وأتباعنا أهل الديار الحجازية، ومن قطن بمحروس الصفراء من الزيدية، وأهل بدر وخيبر وأهل وادي الفُرع بجبل الرس الأزهر، مهابط البركات والأنوار، ومقر الأئمة السابقين الأخيار، ومن ألمّ بهم من أهل تلك الديار، ممن شملتهم دعوة جدنا المختار، وعترته الأئمة الأطهار صلى اللّه وسلم عليهم أجمعين. إلى آخرها.

  والإمام المهدي لدين الله # له الأنظار الثاقبة، والآراء الصائبة، والعلوم النقية الخالصة من كل شائبة، وقد جدد الله بعلومه دين جده المصطفى ÷.