[كيفية محبة لأهل البيت]
  فأما حق الله ورسوله: فهو يكفي فيه، [يعني محبة القلب]، إلا ما ورد التعبير فيه بقول أو فعل وجب ذلك القول أو الفعل كما ذكرنا سابقاً.
  وأما حَقُّهم: فهو حق آدمي لا يكفي مجرد القلب، لأنه لم يطلع على ما فيه إذا لم يظهره اللسان والجوارح والأركان كما قالوا في الشهادتين، وإن كان الإيمان في القلب فلا بد من النطق باللسان ويعبر عما في الجنان، ومثل ما قالوا في البيع أن المعتبر الرضا القلبي لكن لا يعرف إلا باللفظ، وهو قولهم: بعتُ شريتُ، وقد عُلم أن حقهم من حق رسول الله ÷، وحقه من حق الله تعالى، فلهذا قال ÷: «أحبوني لحبي الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي».
  ولهذا أيضاً لما نزل قول الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} قالت الصحابة: أما السلام عليك يا رسول الله قد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟
  قال: «قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد»، فجعل الصلاة على الآل من جملة الصلاة عليه، ولو تأدب هذا القائل بآداب الله، واقتدى بفعل الله، لهداه إلى ما يرضي الله، فإن الله تعالى على جلالة عظمته وعلو شأنه وقدرته، وانحطاط كل أعظم مرتبة دون أقل ما يجب له لم يخاطب رسول ÷ إلا بيا أيها النبي تعظيم له من العظيم ﷻ، ولم يذكره باسمه إلا في موضعين أو ثلاثة في خطاب غيره على إرادة ذكر اسمه العلم لنكات ثابتة، وكذلك ذريته ذكرهم بالقربى، وتارة بالذين اصطفينا من عبادنا،