مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[حكم الصلاة خلف المقصر في حقوق أهل البيت $]

صفحة 450 - الجزء 1

  فنقول: الحق أحق أن يتبع، والباطل أحرى أن يترك ويدع، وبيان ما أنزل الله تعالى واجب، لمثل قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إلى آخر الآية، مَن عُلِم من حاله ذلك فلا تصح الصلاة خلفه ولا دفع الزكوات إليه، إذ من شرطهما الإيمان، وأين ذلك من المتصف بما هنالك؟، لكن نحب الصفح والإغضاء فيما يرجع إلى صوب الأحباء كما قال السيد صارم الدين #:

  فإن جفونا ومالوا عن مودتنا ... ولم يراعوا وصاة الله في العتر

  فالصبر شيمة أهل البيت إن ظُلموا ... وهل يكون كريمٌ غير مصطبر

  لا في حقوق الله، ولا في حق من لا يسامح، فلا ولا هوادة إلا أن يتوب التائب فرحمة الله واسعة.

  وفي الحقيقة: المقصر ما ظلم إلا نفسه بمطل رسول الله ÷ أجرته، كما قال تعالى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، وهذه الأجرة عائد نفعها عليه، ومنعطف وفرها إليه، كما قال تعالى {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ}، أي نفعه عائد عليكم {ِإِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ}، فما أكرم الله تعالى، وما أكرم هذا النبي الكريم ÷، والمرجو في الله أن ينفع بهذا، السائلَ والمطلعَ والمسؤولَ عنه، فبنو آدم محل الخطأ، والله تعالى أهل العفو، كما جاء في الحديث عنه ÷: «إن الله تعالى لما خلق العقل، قال: له أقبل فأقبل، وقال: له أدبر فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقتُ خلقاً أكرم منك، فبك أُثيبُ، وبك أعاقب، وبك أرفع، وبك أضع»، فعند ذلك قالت الصحابة: يا رسول الله هل يكون الرجل عاقلاً مذنباً؟ فقال: «يا سبحان الله بنو آدم كلهم خطآؤن، ولكن العاقل لا تضره سيئاته»