[معنى المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله]
  وفي موضع آخر عنه: ومن علامات محبته ÷ محبة ذريته وإكرامهم، والإغضاء عن انتقادهم، فما انتقد ذرية محمد ÷ محبٌ لمحمد ÷ قط.
  إلى أن قال السمهودي: وفيه إشارة إلى ما ذكره بعضهم من أن من ترى فيه المخالفات من أهل البيت النبي ÷، إنما تُبغض أفعاله وأما ذاته فلا تبغض، سيما من كان من الذرية الشريفة لما صح من قوله ÷ «فاطمة بضعة مني»، ومعلوم أن أولادها بضعة منها، فيكونون بواسطتها بضعة منه ÷.
  إلى أن قال: واحذر أن تمني النفس في بغضهم بما يُرمى به بعضُهم من الابتداع، ومجانبة الاتِباع، فهذا لا يخرجهم من دائرة الذرية، ولا النُسبة النبوية، {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}[الإسراء/٨٤].
  وقد نقلنا عن المجد اللغوي في كتابنا أخبار المدينة من آداب الزيارة، بعد أن ذكرنا أن منها محبة أهل المدينة النبوية وسكانها، ومودة مجاوريها وقطانها وتعظيمهم، وأن المجد قال: سيما العلماء والصلحاء والأشراف والفقراء وسدنة الحُجرةِ وخدمها، قال: وهلم جرا، إلى عوامها وحوامها، وكبارها وصغارها، وُزّراعها وحرّافها وبادتيتها.
  قلت: وحتى أشجارها وأحجارها وثمرها وحَرِّها وبردها وغبارها، فقد قيل إنه دواء من الجذام، وكل ذلك ببركة رسول الله ÷،