مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[كلام ابن باز في أهل البيت]

صفحة 472 - الجزء 1

  انظر إلى ما ذكره سماحة الشيخ عبد العزيز وإنصافه وقوله الحق عندما سأله سائل عن أهل البيت وهو يحرش بهم، فقال السائل: يوجد بعض الناس في العراق ويقال إنهم سادة، وإنهم من أحفاد النبي ÷، ولكن هؤلاء يعاملون الناس معاملة تتنافى في حسب اعتقادي، ولكن لا أدري اعتقادي صحيح أم خطأ، وأهم من ذلك أنهم يأخذون من الناس نقوداً مقابل كتابةٍ ودعاءٍ للمريض ... إلخ، ويأخذون من بعض الناس الذبائح والنقود ويثيرون في النفوس الشكوك ... إلخ.

  الجواب: يوجد هؤلاء الناس في أماكن كثيرة ويسمون بالأشراف كذلك، وهم فيما يذكر العارفون بهم أنهم ينتسبون إلى آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، بعضهم ينتسب إلى الحسن، وبعضهم ينتسب إلى الحسين، ويسمى بعضهم سيداً أو شريفاً، هذا أمر معلوم واقع في اليمن، وفي غير اليمن، والواجب عليهم تقوى الله، وعليهم أن يحذروا ما حُرِّمَ عليهم، وأن يكونوا من أبعد الناس عن كل شيء، فهذا النسب الشريف يجب أن يحترم، ولا يتكئ به صاحبه، لكن إذا أُعطي ما فتح الله له من بيت المال أو من غير ذلك مما يحل له غير الزكاة فلا بأس، أما أن يتكئ بذلك ويزعم أن هذا النسب يوجب على الناس أن يعطوه كذا أو يعطوه كذا، فهذا أمر لا يجوز فإن نسب النبي ÷ أفضل الأنساب، وبنو هاشم أفضل العرب، فلا يليق بهم أن يدنسوا نسبهم بما لا ينبغي من الأعمال والأقوال والصفات الذميمة، أما إكرامهم، ومعرفة فضلهم، وإنصافهم، وإعطائهم حقوقهم، والعفو عن بعض الأشياء التي تقع منهم على بعض الناس، فالصفح عنهم، والتساهل في بعض الأخطاء التي لا تمس الدين أمرٌ