الدنيا إلا بعمل صالح، وبلوى يزلفهم الله تعالى بها ويحلهم دار كرامته، ببركات مشرفهم صلوات الله وسلامه عليه وآله.

  والأعمال بخواتمها وفضل الله تعالى واسع، {وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، أسأل الله تعالى في خلواتي وبعد صلواتي، لنا ولهم وللمسلمين عامة التوفيق والهداية لكل ما يحبه ويرضاه.

  أما الإمام أحمد بن يحيى المرتضى صاحب البحر الزخار فقد عاتب المسرفين بقوله:

  إذا ما رأيت الفاطمي تمردا ... أقام على كسب المعاصي وأخلدا

  فذاك الذي لما اكتسى ثوب عزةٍ ... تبدل أثواب الدناءة وارتدا

  فيا سؤتا للفاطمي إذا أتى ... أسير المعاصي يوم يلقى محمداً

  فلو لم يكن إلا الحياء عقوبة ... ولم يخش أن يَصلى الجحيم مخلدا

  لكان له واللهِ أعظم وازع ... من النكر والفحشاء كهلاً وأمردا

  فقل لبني الزهراء إن محمداً ... بنى لكمو بيت التقاء وشيدا

  وإن أباكم حيدرٌ بعده الذي ... حَماه وقد قامت إلى هدمهِ العدا

  فلا تهدموا بنيان والدكم وقد ... تحسى أبوكم دونه جرع الردا

  فشر فتى هل في الورى من بعدهم من ... وقد أصلحت كفا أبيه فأفسدا

  انتهى.

  وأما العلامة الإمام السيد حميدان فينحوا نحواً بديعاً وهو قوله من قصيدة له:

  يا عاذلي عن مذهبي ومعنفي ... دعني فإني بالأئمة مكتفي

  قوم قفوا في الدين مذهب جدهم ... يا حبذاك المقتفى والمقتفي

  قوم همُ سفن النجاة وملجاءُ الـ ... ـعاني اللهيف ومُستغاث المعتفي