[تعليق القاضي العلامة صلاح فليتة]
  أعجبت بالكتاب من حسن التعليقات، ولكن الأحاديث التي أوردتموها معارضة لصريح الآيات القرآنية التي توجب المعاداة، كما قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية [المجادلة/٢٢]، وقوله تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}[الممتحنة/١]، والعموم واضح وحديث العرض المتلقى بالقبول عند آل محمد $، وحديث: «لو مات ابن آدم بين الركن والمقام) بعد عبادته الكثيرة ولم يظهر الولاية لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله الحديث المشهور، وقد قال تعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} الآية، وقال في آل إبراهيم: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤ فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا}، والآل هم آل إبراهيم، آل محمد، وهم المقصودون بالآية والله أعلم.
  وانظر إلى قول أمير المؤمنين ~: (لم يكن بين الله وبين أحد من خلقه هوادة في حمى حرمه على العالمين).
  وقول علي بن الحسين #: إن الله أعد الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً، وأعد النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً.
  هذا وقد شاهدنا من يموت منهم على غير توبة كالصدام وصاحب الهدم.
  وإذا قلتم بالتخصيص، فذلك بعيد، وغير صحيح، لأن تخصيص القطعي بالظن والقول به ضعيف، وقد حملوا ما ورد من ذلك على أن المخصص قطعي كحديث «لا تنكح المرأة على عمتها» ... الحديث، فقالوا متواتر ونحو ذلك، ولا موجب للتخصيص والتأويلات، كذلك ولو حملتم الأحاديث على الغالب لكان ذلك وجه