مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

الباب الثاني في ذكر طرف مما جاء في فضائل العترة $ ووجوب التمسك بهم وما يتبع ذلك

صفحة 51 - الجزء 1

  لأنه متلقىً بالقبول من جميع الأمة لا يختلفون فيه، وقد روي بطرق عديدة، ويصدقه الواقع، فإن الأمة افترقت بعد نبيها فرقاً شتَّى.

  قال العنسي | في المحجة البيضاء: انتشر مذهب الخوارج في زمن علي #، وفي زمنه كان حدوث مذهب الغلاة والمفوضة، وهم الذين مهدوا مذاهب الباطنية، وفي ضمنه في زمن معاوية ظهر الجبر والتشبيه، ثم تزايدت مذاهب الجبرية وصاروا فرقاً، كالأشعرية، والكُلاّبية، والكُرّامية، والضِرّارية، وظهر في ضمن ذلك - آخر زمن بني أمية - مذاهب الإمامية، وتزايدت في زمن العباسية، وظهر في التابعين مذهب المرجئة، ولحق أكثرهم بمذهب الجبرية والإمامية، وظهر مذهب المعتزلة في زمن واصل بن عطاء، وتزايد وصار لهم رئاسة عظيمة لميلهم في العدل والتوحيد إلى مذهب العترة الزكية، واستقامت الزيدية على المذهب الذي كان عليه زيد بن علي وسائر العترة $، وهو المذهب الذي مات عليه النبي ÷،


= وأما في كتب الحديث فابن كثير البغوي وفي تفسيرهما والسخاوي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وأبو داود والترمذي والديبع في التيسير وعبدالعظيم المنذري والسيوطي في زيادة الجامع فقول الإمام محمد بن إبراهيم الوزير - أن زيادة قوله: «كلها هالكة» زيادة منكرة - لا أصل له، مع كثرة من رواها، حتى قال الإمام يحيى: تلقته الأمة بالقبول، يعلم ذلك. كتب محمد بن عبداللّه الغالبي شهر ربيع سنة ١٢٧٩ هـ انتهى، وكتب حسن بن حسين الحوثي شهر الحجة سنة ١٣٥٨ هـ، والحمدلله.

نعم ثم اطلعت على مجموعة في هذا المقصد للعلامة محمد بن إبراهيم بن المفضل | وسماه بالإشارة المهمة إلى صحة حديث افتراق الأمة فإذا ما كتبه القاضي محمد بن عبداللّه الغالبي | مأخوذ منها ثم ساق ما سبق إلى قوله: نعم الذي ذكره ابن الجوزي في الموضوعات هو الحديث بلفظ «كلها في الجنة إلا فرقة»، فذكر له ثلاث طرق عن أنس، وقال أهل الصناعة: وضعه الأبرد، ولا أصل له بهذا اللفظ. انتهى المراد نقله واللّه ولي التوفيق. كتبه مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي غفر اللّه لهم وللمؤمنين. تمت عن نسخة مولانا الإمام الحجة مجد الدين #.