(نشأة الإمام)
  الشريفة الفاضلة زينب بنت إسماعيل الشامي رضي الله تعالى عنهم جميعاً.
  نشأ الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي في هذا البيت المليء بالإيمان والتقوى والفضيلة، ودرس على كثير من العلماء في وقته، وفاق أقرانه في كل فنون العلم، وإجازته مأثورة مذكورة بين الأسرة، كما ذكرها كثير من العلماء والمؤرخين، وأسماء بعض مشائخه وإجازاته وبعض تلامذته وشيء من سيرته وشمائله رضوان تعالى عليه مجموع في ترجمة خاصة يسر الله تعالى لي جمعها في مجلد شملت أسانيد أهل البيت $ وغيرهم، المثبتة من طريق مشائخه عن مشائخهم رضي الله تعالى عنهم جميعاً أسأل الله تعالى أن ينفع بها آمين.
  وقد أبلى الإمام البلاء الحسن في الجهاد في سبيل الله تعالى، ومنابذته للظالمين والمنافقين والمشركين والغزاة، وسُجن بالحديدة، ولما خرج من السجن مع العلماء لُوحق من قبل الغزاة وأعوانهم وضيقوا عليهم، فهاجر إلى جبل برط سنة ١٢٩٧ هـ، ودعا إلى الله تعالى في جبل برط في شهر ذي الحجة الحرام سنة ١٢٩٨ هـ، بعد أن حَمَّلَه العلماء والرؤساء ومشائخ العشائر والأولياء والعامة والخاصة حجة الله البالغة، ومسألته الشديدة بالقيام بأعباء الخلافة، بعد أن تَمَنَّعَ منها مراراً وتكراراً، حتى لم يجد بُداً من الإستجابة، بعد استخارة الله سبحانه وتعالى والتضرع والابتهال وتكرار ذلك مراراً.
  وكان رضوان الله تعالى وسلامه عليه عالماً عاملاً مجتهداً زاهداً تقياً، شهد بذلك له الموالف والمخالف، والصديق والعدو، وكان صارماً في حدود الله، حريصاً على إزالة الطاغوت، وإخراج الأروام الدخلاء من البلاد بالنفس والمال