مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]

صفحة 81 - الجزء 1

  فمعنى قوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}⁣[الصف/٧]، أي لا يزيدهم بصيرة بظلمهم، أو لا يُثيبهم، أو لا يحكم لهم بالهدى ولا يسميهم به.

  ولا يجوز أن يكون المعنى الأول [من معاني الهدى الذي هو الدعاء إلى الخير]، لأنه رد لما علم من ضرورة الدين، لدعائه تعالى الكفار وغيرهم.

[معاني الضلال]

  والضلال يطلق على معانٍ:

  ١ - منها الإغواء عن طريق الحق: كما قال تعالى: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ}⁣[طه/٨٥].

  ٢ - ومنها الهلاك: كما قال تعالى: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}⁣[السجدة/١٠].

  ٣ - ومنها العقاب: كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}⁣[القمر/٤٧].

  ٤ - ومعنى الحكم والتسمية: كما في البيت.

  فمعنى قوله: {وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ}⁣[إبراهيم/٢٧]، أي يهلكهم، أو يعذبهم، أو يحكم عليهم، أو يسميهم به.

  ولا يجوز أن يكون المعنى الأول، إذ هو ذم لله تعالى وتزكية لإبليس وجنوده، وذلك كفر.

[معاني الفتنة]

  والفتنة كذلك [تطلق على معانٍ]:

  ١ - بمعنى المحنة، كقوله ÷ «ستأتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم، فيظن المؤمنون أنهم هالكون ثم يكشفها اللّه تعالى بنا أهل البيت».