مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]

صفحة 95 - الجزء 1

  أما الكتاب: فقوله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}⁣[المائدة/٥٥]، والمراد بالذين آمنوا في الآية علي # لوقوع التواتر بذلك من المفسرين وأهل التواريخ، كما ذلك مذكورٌ في الكتب البسيطة، ولإطباق العترة $ وشيعتهم ¤، على أنها نزلت في علي # لما تصدق بخاتمِهِ وهو راكعٌ، والقصة مشهورة، والخبر مستفيض بين الأمة.

  وإن كان لفظ ولي مشتركاً بين معان فقد غلب في مالك التصرف بعرف الاستعمال، وذلك معنى الإمامة ولو لم يغلب لوجب حمله على جميع معانيه الصالحة، لأن خطاب الحكيم لا يخرج عن الإفادة، ومن جملة معانيه ملك التصرف.

  وقوله تعالى: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}⁣[الرعد/٧]، وقوله تعالى {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ}⁣[هود/١٧]، لِما جاء في التفسير من أنه # المراد بالهادي والشاهد وغيرها من الآيات.

  وأما السنة: فقوله ÷ يوم غدير خم: «أيها الناس ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟»، قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

  وهذا خبر متواتر مجمع على صحته عند الموالف والمخالف، ومن وقف على طرف من علم الحديث علم صحة تواتره، وقد أورد الإمام المنصور باللّه عبداللّه بن حمزة # في الشافي في سند هذا الحديث ما يزيد على مائة طريق، في النسائي، وأبي داود، وابن حنبل، ومناقب ابن المغازلي، وتفسير الثعلبي، وغير ذلك، وهو مفيد لمعنى الإمامة على قواعد كل مذهب، لأن القرينة اللفظية في أول الحديث وآخره مفيدة لمعنى الإمامة وملك التصرف.