أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: مما تختص به الفاء والواو]

صفحة 352 - الجزء 3

  أي: بين الخير وبيني، وقولهم: (راكب النّاقة طليحان)، أي: والناقة⁣(⁣١).

  وتختصّ الواو بجواز عطفها عاملا قد حذف وبقي ...


= الإعراب: (ما) حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (كان) فعل ماض ناقص (بين) ظرف متعلق بمحذوف خبر كان تقدم على اسمه، وبين مضاف و (الخير) مضاف إليه، وفي الكلام معطوف حذف هو وحرف العطف، وأصل الكلام: فما كان بين الخير وبيني (لو) حرف شرط غير جازم (جاء) فعل ماض (سالما) حال من الفاعل تقدم عليه (أبو) فاعل جاء مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة، وأبو مضاف و (حجر) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وجواب لو محذوف يدل عليه الكلام، وجملة لو وشرطها وجوابها لا محل لها من الإعراب معترضة بين خبر كان واسمها (إلا) أداة حصر حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (ليال) اسم كان مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين (قلائل) صفة لليال وصفة المرفوع مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: حذف الواو المعطوف بها، وتقديره (بين الخير وبيني) كما ذكره المؤلف، ودليل هذا الحذف قوله: (بين الخير) من قبل أن كلمة (بين) يجب أن يكون ما تضاف إليه متعددا على ما بيناه لك قريبا.

ومثله المثال الذي ذكره المؤلف مما يقوله العرب، فإن (راكب الناقة) مبتدأ، وطليحان: خبر المبتدأ، ولو بقي الكلام بغير تقدير لوقع الإخبار بالمثنى عن المفرد، وهو لا يجوز، فلزم أن يقدر معطوف بحرف عطف محذوف، وصار الكلام: راكب الناقة والناقة طليحان، وهذا التقدير أولى من تقدير مضاف محذوف قبل الخبر ليصير الكلام: راكب الناقة أحد طليحين، فاعرف ذلك.

(١) وتشارك (أم) الفاء والواو في جواز حذفها مع المعطوف بها، ومن ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي:

دعاني إليها القلب إنّي لأمره ... سميع، فما أدري أرشد طلابها

وتقدير الكلام: فما أدري أرشد طلابها أم غي، فحذف أم ومعطوفها لانفهام ذلك من همزة الاستفهام.

ونظير ذلك قول أبي ذؤيب أيضا:

وقال صحابي: قد غبنت، وخلتني ... غبنت، فما أدري أشكلكم شكلي؟

وتقدير الكلام: فما أدري أشكلكم شكلي أم غيره. =