فصل في إبدال الدال
فصل في إبدال الدال
  تبدل وجوبا من تاء الافتعال الذي فاؤه دال أو ذال أو زاي، تقول في افتعل من دان: إددان، ثم تدغم لما ذكرناه في اطّهر، ومن زجر ازدجر، ولا تدغم لما ذكرناه في اصطبر، ومن ذكر: إذدكر، ثم تبدل المعجمة مهملة وتدغم، وبعضهم يعكس، وقد قرئ شاذا: فهل من مذكر(١) بالمعجمة.
فصل في إبدال الميم
  أبدلت وجوبا من الواو في فم، وأصله فوه، بدليل أفواه، فحذفوا الهاء تخفيفا، ثم أبدلوا الميم من الواو، فإن أضيف رجع به إلى الأصل فقيل: فوك وربّما بقي الإبدال، نحو: «لخلوف فم الصّائم».
  ومن النون بشرطين، سكونها، ووقوعها قبل الباء، سواء كانا في كلمة أو كلمتين، نحو: {انْبَعَثَ}(٢)، و {مَنْ بَعَثَنا}(٣)، وشذوذا في نحو قوله:
  [٥٧٧] -
  وكفّك المخضّب البنام
  وأصله: (البنان)، وجاء عكس ذلك في قولهم: (أسود قاتن) وأصله: قاتم.
= المعجمة مهملة فيجتمع طاءان مهملتان فيدغم إحداهما في الأخرى فيقول «فيطلم» ومنهم من يقلب المهملة معجمة فيجتمع في الكلمة ظاءان معجمتان متجاورتان فيدغم إحداهما في الأخرى فيقول «فيظلم» وبيت زهير هذا يروى بالأوجه الثلاثة، وليس معنى روايته بالأوجه الثلاثة أن زهيرا نطق بكل واحدة منهن، بل معناه أن بعض من رواه عنه من العرب قاله بواحدة منهن، وبعضهم رواه بالثانية، وبعضهم رواه بالثالثة، وهكذا شأن كل ما اختلفت الرواية فيه من مفردات اللغة الواردة في كلام شخص معين.
(١) سورة القمر، الآية: ١٥
(٢) سورة الشمس، الآية: ١٢
(٣) سورة يس، الآية: ٥٢
[٥٧٧] - هذا الشاهد من كلام رؤبة بن العجاج، والذي أنشده المؤلف بيت من الرجز المشطور، وقبله قوله: =