[المستثنى بليس ولا يكون]
  وقال الرّمّاني والعكبري: تستعمل ظرفا غالبا، وكغير قليلا، وإلى هذا أذهب.
[المستثنى بليس ولا يكون]
  فصل: والمستثنى ب «ليس» و «لا يكون» واجب النصب، لأنه خبرهما، وفي الحديث: «ما أنهر الدّم وذكر اسم اللّه عليه فكلوا ليس السّنّ والظّفر» وتقول: «أتوني لا يكون زيدا».
  واسمهما(١) ضمير مستتر عائد على اسم الفاعل المفهوم من الفعل السابق، أو
= البحث الذي ذكرنا فيه أقوال النحاة فيها، وسنذكر لك شاهدا منها في شرح الشاهد ٢٦٦ الآتي.
(١) ذكر المؤلف في مرجع الضمير المستتر وجوبا في ليس ولا يكون قولين للنحاة، ولم يبين قائل كل واحد منهما، وترك قولا ثالثا، ونحن نذكر لك الأقوال منسوبة إلى قائليها، وما يرد على كل قول منها: فنقول:
القول الأول: أن هذا الضمير عائد على اسم فاعل الفعل العامل في المستثنى منه، وهذا قول سيبويه، وبيان ذلك أنك حين تقول (جاء القوم ليس زيدا) يكون تقدير الكلام: جاء القوم ليس هو - أي الجائي - زيدا، واعترض على هذا القول باعتراضات، أوضحها أنه قد لا يكون في الكلام السابق على المستثنى فعل كما لو قلت (القوم إخوتك ليس زيدا) فمن أين لنا أن نشتق اسم الفاعل الذي يعود الضمير عليه، وأجاب بعض من ينتصر لسيبويه بأنّا نتصيد من معنى الكلام السابق فعلا ونجعل اسم فاعل هذا الفعل المتصيد مرجع الضمير، ففي المثال المذكور نقدر أن الكلام: القوم يتصفون بأخوتك ليس زيدا، ونقدر مرجع الضمير: ليس هو (أي المتصف بهذه الأخوة) زيدا.
والقول الثاني: أن هذا الضمير عائد على البعض المدلول عليه بكله السابق، وهذا رأي جمهرة البصريين، فتقدير (جاء القوم ليس زيدا) ليس هو (أي بعض القوم) زيدا، ومعنى هذا أنك نفيت أن يكون بعض القوم زيدا، أي أن بعض القوم من عدا زيدا، فتكون قد أطلقت لفظ البعض على الجميع إلا واحدا، وليس من المعهود إطلاق لفظ البعض على الكل إلا واحدا.
القول الثالث: أن الضمير يعود إلى مصدر الفعل السابق، بعد أن تقدر المستثنى كان مضافا لمصدر مثله، وهذا رأي الكوفيين، فيكون تقدير قولك: (جاء القوم ليس زيدا) ليس المجيء مجيء زيد، واعترض على هذا القول باعتراضين، أولهما أنه قد لا يكون =