[الكلام على «أو»]
[الكلام على «أو»]
  وأما (أو) فإنها بعد الطلب للتخيير، نحو: (تزوّج زينب أو أختها) أو للإباحة، نحو: (جالس العلماء أو الزّهّاد) والفرق بينهما امتناع الجمع بين المتعاطفين في التخيير، وجوازه في الإباحة.
  وبعد الخبر للشك(١)، نحو: {لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}(٢)، أو للإبهام، نحو:
  {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}(٣)، وللتفصيل، نحو: {وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى}(٤)، أو للتّقسيم، نحو: (الكلمة اسم أو فعل أو حرف)، وللإضراب عند الكوفيين وأبي عليّ(٥)، حكى الفرّاء (اذهب إلى زيد أو دع ذلك فلا
(١) اعلم أولا أن بعض العلماء يذكر التشكيك في موضع الإبهام، فيفهم من هذا الصنيع أن التشكيك والإبهام بمعنى واحد، وبعض العلماء يذكر الشك والتشكيك والإبهام، فذكر الثلاثة يدل على أن لكل واحد منها معنى خاصا، وهو الحق، فأما الشك فهو كون المتكلم نفسه واقعا في الشك والتردد، وأما التشكيك فهو أن يوقع المتكلم المخاطب في الشك والتردد، وأما الإبهام فهو أن يكون المتكلم عالما بحقيقة الأمر غير شاك ولا متردد فيه، ولكنه يخرج كلامه في صورة الاحتمال ليكون المخاطب أقبل لما يلقى إليه من الكلام، فإذا سمع الكلام وتفهمه ظهر له الأمر، وانظر إلى الآية الكريمة: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ} - الآية تجد المتكلم عالما علم اليقين أن من عبد اللّه تعالى وأفرده بالألوهية والتوجه إليه هو الذي يكون على هدى وأن من أشرك معه غيره هو الذي يكون في ضلال مبين، ومع ذلك لم يورد الكلام في صورة الخبر القاطع بما يعلمه، بل أورده في صورة الاحتمال ليسترعي انتباه المخاطب ويحمله على سماع الكلام وتفهمه.
(٢) سورة الكهف، الآية: ١٩.
(٣) سورة سبأ، الآية: ٢٤.
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٣٥.
(٥) وممن ذهب إلى أن أو تفيد الإضراب ابن برهان وابن جني، وهؤلاء ذهبوا إلى أنها تفيد الإضراب مطلقا، نعني سواء أكان المتقدم عليها خبرا مثبتا أو منفيا أم كان المتقدم عليها أمرا أو نهيا، وسواء أعيد معها العامل في الكلام المتقدم عليها أم لم يعد، تقول (أنا مسافر اليوم) ثم يبدو لك فتقول (أو مقيم) تريد الإضراب عن الكلام الأول وإثبات ما بعد أو، ونسب ابن عصفور القول بإفادة (أو للإضراب) إلى سيبويه لكنه قرر أن سيبويه | يشترط في إفادتها الإضراب شرطين: =