أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[أدوات الاستثناء]

صفحة 219 - الجزء 2

هذا باب المستثنى

[أدوات الاستثناء]

  للاستثناء⁣(⁣١) أدوات ثمان:

  حرفان وهما: «إلّا» عند الجميع، و «حاشا»⁣(⁣٢) عند سيبويه، ويقال فيها:

  حاش، وحشا.


(١) لم يذكر المؤلف تعريف المستثنى، وقد عرفه الناظم في كتابه التسهيل بقوله (هو المخرج تحقيقا أو تقديرا، من مذكور أو متروك، بإلا أو ما في معناها، بشرط حصول الفائدة).

أما قوله: (المخرج) فإنه جنس، وهو يشمل المخرج بالبدل وبالصفة وبالشرط وبالغاية وبالاستثناء؛ فالمخرج بالبدل نحو قولك (أكلت الرغيف ثلثه) فإنك أخرجت من الرغيف ثلثيه بقولك ثلثه الذي هو بدل، وأما المخرج بالصفة فنحو قولك (أعتق رقبة مؤمنة) فإنك أخرجت من الرقبة الكافرة بقولك (مؤمنة) الواقع نعتا لرقبة، وأما المخرج بالشرط فنحو قولك (اقتل الذمي إن حارب) فإنك أخرجت من الذمي الذي يباح قتله الذي بقي على عهده بقولك (إن حارب) الواقع شرطا للأمر بالقتل، وأما المخرج بالغاية فنحو قوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ} فقد خرج من وجوب الإمساك عن المفطرات أول جزء من أجزاء الليل بجعل الليل غاية لإتمام الصيام، وأما الإخراج بالاستثناء فنحو قوله تعالى: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}.

وقوله: (تحقيقا أو تقديرا) أشار به إلى أن الاستثناء ينقسم إلى متصل ومنفصل وأن المتصل يكون الإخراج فيه تحقيقا، لأن المستثنى من جنس المستثنى منه، والمنفصل يكون الإخراج فيه تقديرا لأن المستثنى فيه ليس من جنس المستثنى منه، ولكنه مقدر الدخول فيه.

وقوله: (من مذكور أو متروك) أشار به إلى انقسام الاستثناء إلى تام ومفرغ فالتام هو الذي ذكر فيه المستثنى منه فيكون المستثنى خارجا مما ذكر في الكلام، والمفرغ لم يذكر فيه المستثنى منه فيكون المستثنى خارجا مما طوي ذكره في الكلام وهو مقدر.

وقوله: (بشرط الفائدة) يخرج به نحو قولك (جاءني ناس إلا زيدا) ونحو قولك (جاءني قوم إلا رجلا).

وقوله: (بإلا أو ما في معناها) يخرج به كل أنواع الإخراج إلا المعرف، وهو الاستثناء.

(٢) اختلف النحاة في حاشا الاستثنائية، أفعل هي أم حرف؟ ولهم فيها ثلاثة مذاهب: