أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تقدم التمييز على عامله]

صفحة 324 - الجزء 2

[فصل: تقدم التمييز على عامله]

  فصل⁣(⁣١): لا يتقدّم التمييز على عامله إذا كان اسما، ك «رطل زيتا» أو فعلا


= سواه) كما رأيت، وفي هذه الرواية حذف، فإما أن يكون قد أراد: ولم يعدل إلى سواء، يعني لم يمل ولم يتوجه إلى غير هشام، وإما أن يكون قد أراد: ولم يعدل به سواه، وعلى هذا يكون المعنى أن الموت لم يسوّ بين هشام وغيره، ومن مجيء عدل بمعنى مال أو بمعنى سوى قوله اللّه تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} إذا جعلت الجار والمجرور وهو قوله سبحانه {بِرَبِّهِمْ} متعلقا بقوله: {يَعْدِلُونَ} فإن المعنى على هذا أن الكفار يسوون الأصنام وسائر معبوداتهم بربهم، فإن جعلت الجار والمجرور متعلقا بقوله: {كَفَرُوا} كان يعدلون بمعنى يميلون، والمراد أن الذين كفروا ربهم وجحدوه يميلون وينحرفون عن إفراد اللّه تعالى بالوحدانية (تهام) هو بفتح التاء - المنسوب إلى تهامة - بكسر التاء - وكان من حقه أن يقول (تهامي) بكسر التاء وتشديد ياء النسب قياسا على أمثاله كما تقول: عراقي، وحجازي، ولكنهم خصوا هذه الكلمة عند النسب إليها بحذف إحدى ياءي النسب وفتحوا أوله عوضا عن هذه الياء المحذوفة وإشعارا من أول الأمر بمخالفة المهيع.

الإعراب: (تخيره) تخير: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الموت، وضمير الغائب العائد إلى هشام مفعول به (فلم) الفاء عاطفة، ولم: نافية جازمة (يعدل) فعل مضارع مجزوم بلم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الموت (سواه) سوى: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف، وضمير الغائب العائد إلى هشام مضاف إليه (فنعم) الفاء حرف عطف، ونعم: فعل ماض دال على إنشاء المدح مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (المرء) فاعل نعم مرفوع بالضمة الظاهرة (من) حرف جر زائد (رجل) تمييز لفاعل نعم منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد (تهام) نعت لرجل مجرور بكسرة مقدرة على الياء.

والشاهد فيه: قوله: (رجل) فإنه تمييز، وهو فاعل في المعنى، لكنه لما كان غير محول عن الفاعل جاز فيه أن يجره بمن.

(١) اعلم أن الأمر في هذا الموضوع يشتمل على مبحثين: الأول في الكلام على توسط التمييز بين العامل ومعموله، والثاني في الكلام على تقدم التمييز على العامل والمعمول جميعا.

أما الأول فقد نقل جماعة إجماع العلماء على جوازه؛ فتقول: (طاب نفسا محمد) كما =