أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[مواضع تكسر فيها لام المستغاث لام المستغاث له مكسورة دائما]

صفحة 45 - الجزء 4

[مواضع تكسر فيها لام المستغاث لام المستغاث له مكسورة دائما]

  إلّا إن كان معطوفا ولم تعد معه (يا) فتكسر⁣(⁣١)، ولام المستغاث له مكسورة دائما⁣(⁣٢)، كقوله: (يا للّه للمسلمين)، وقول الشاعر.

  [٤٤٨] -

  يا للكهول وللشّبّان للعجب


= معنى فعل وهو أدعو، وقيل: متعلق بالفعل المحذوف الذي نابت عنه يا، وقيل:

متعلق بمحذوف حال، والتقدير: مدعوين لأناس (عتوهم) عتو: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وعتو مضاف وضمير الغائبين العائد إلى أناس مضاف إليه (في ازدياد) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل جر صفة لأناس.

الشاهد فيه: قوله (يا لقومي ويا لأمثال) فإنه جر المستغاث به في الكلمتين بلام واجبة الفتح، أما الأول فظاهر سببه، وأما الثاني فسببه أنه تكرر وأعيد معه يا.

ونظير هذا البيت قول أبي حية النميري:

يا لمعدّ ويا للنّاس كلّهم ... ويا لغائبهم يوما ومن شهدا

(١) وكذلك تكسر لام المستغاث إذا كان ياء المتكلم نحو (يا لي)، ومنه قول المتنبي:

فيا شوق ما أبقى ويا لي من النّوى ... ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبى

فإن كان ضميرا غير ياء المتكلم كانت اللام مفتوحة على الأصل، ومنه قول امرئ القيس:

فيا لك من ليل كأنّ نجومه ... بكلّ مغار الفتل شدّت بيذبل

(٢) تفتح لام المستغاث له إذا كان ضميرا غير ياء المتكلم، تقول (يا لزيد لك) وتقول (يا لبكر له) فإن كان المستغاث له ياء المتكلم كسرت اللام نحو (يا لبكر لي).

[٤٤٨] - هذا الشاهد من الشواهد التي لم يتيسر لي الوقوف على نسبتها إلى قائل معين، والذي أنشده المؤلف ههنا عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:

يبكيك ناء بعيد الدّار مغترب

اللغة: (ناء) اسم فاعل فعله نأى ينأى - من باب فتح يفتح - ومعناه بعد (يا للكهول) الكهول: جمع كهل، ويطلق على كل من جاوز الثلاثين ووخطه الشيب، ويقال: بل الكهل من جاوز الأربعين (الشبان) جمع شاب، وهو من كانت سنه قبل سن الكهل (للعجب) العجب - بفتح العين والجيم جميعا - تأثر النفس وانفعالها بسبب ازدياد وصف في المتعجب منه، سواء أكان من أوصاف الخسة أم كان من أوصاف الرفعة.

الإعراب: (يا) حرف نداء واستغاثة مبني على السكون لا محل له من الإعراب =