أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

فصل في لو

صفحة 202 - الجزء 4

  وإذا وليها الماضي بقي على مضيّه، أو المضارع تخلّص للاستقبال، كما أنّ (أن) المصدريّة كذلك.

[الثاني: أن تكون شرطية مثل إن]

  الثاني: أن تكون للتعليق في المستقبل؛ فترادف (إن) كقوله:

  [٥١٩] -

  ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا


= جوازا تقديره هو يعود إلى ما الاستفهامية، وضمير المخاطب مفعول به مبني على الفتح في محل نصب، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ، ويجوز أن تكون (كان) ناقصة واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الاستفهامية، وجملة (ضرك) في محل نصب خبرها، وتكون جملة كان واسمها وخبرها في محل رفع المبتدأ (لو) حرف مصدري (مننت) فعل ماض وفاعله، ولو مع ما دخلت عليه على هذين الوجهين في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلق بضر، وتقدير الكلام على هذا: أي شيء ضرك في المن، أو أي شيء كان ضرك في المن، ويجوز أن تكون (ما) نافية، و (كان) ناقصة، وجملة (ضرك) في محل نصب خبرها تقدم على اسمها، و (لو) مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مرفوع اسم كان، وتقدير الكلام على هذا: لم يكن المن ضارا لك، ويجوز أن يكون المصدر المؤول من لو ومدخولها فاعل ضر، وتجوز وجوه أخر من الإعراب أعرضنا عنها رعاية للاختصار (وربما) الواو واو الحال، رب: حرف تقليل وجر شبيه بالزائد، وما كافة (منّ) فعل ماض (الفتى) فاعله (وهو) الواو واو الحال، هو: ضمير منفصل مبتدأ (المغيظ) خبر المبتدأ (المحنق) نعت له أو خبر بعد خبر مبتدأ محذوف، أي: وهو المغيظ وهو المحنق.

الشاهد فيه: قولها (لو مننت) فإنه في تأويل مصدر مرفوع على أنه اسم كان أو فاعل بضر، أي: ما كان ضرك منك، أو مجرور بحرف جر محذوف، على ما ذكرناه في إعراب البيت.

وذكر الصبان أنه يحتمل أن تكون (لو) شرطية تقتضي شرطا وجوابا، فأما شرطها فهو قولها (مننت) وأما جوابها فمحذوف يدل عليه سابق الكلام، وكأنها قالت: لو مننت لم يضرك شيء، وعلى هذا الاحتمال تخرج العبارة عن الاستشهاد، وهو مسبوق في هذا التأويل، فقد نقله الشيخ يس عن الدنوشري، ونص عبارته (ولو جعلت لو شرطية وما تقدم دليل الجواب كان حسنا) اه.

[٥١٩] - هذا الشاهد من كلام قيس بن الملوح المعروف بمجنون ليلى، وقيل: هو لأبي صخر =