أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الموصول المشترك ستة ألفاظ]

صفحة 134 - الجزء 1

[الموصول المشترك ستة ألفاظ]

  والمشترك ستة: من، وما، وأيّ، وأل، وذو، وذا.

  فأما «من» فإنها تكون للعالم، نحو: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ}⁣(⁣١) ولغيره في ثلاث مسائل:

  إحداها: أن ينزّل منزلته نحو: {مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ}⁣(⁣٢) وقوله:

  [٤٨] -

  أسرب القطا هل من يعير جناحه


=

وتبلي الألى يستلئمون على الألى ... تراهنّ يوم الرّوع كالحدا القبل

والاستشهاد هنا في قوله «يستلئمون» ومن الثاني قوله خلف بن حازم:

إلى النّفر البيض الألاء كأنّهم ... صفائح يوم الرّوع أخلصها الصّقل

(١) سورة الرعد، الآية: ٤٣.

(٢) سورة الأحقاف، الآية: ٥

[٤٨] - هذا صدر بيت من الطويل، وهو من بيت آخر سابق عليه هكذا:

بكيت على سرب القطا إذ مررن بي ... فقلت ومثلي بالبكاء جدير:

أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعلّي إلى من قد هويت أطير

والبيتان للعباس بن الأحنف، أحد الشعراء المولدين. وقد جاء بهما المؤلف تمثيلا لا استشهادا، كما يفعل المحقق الرضي ذلك كثيرا فيمثل بشعر المتنبي والبحتري وأبي تمام، وقيل: قائلهما مجنون ليلى، وهو ممن يستشهد بشعره، وقد وجدت بيت الشاهد ثابتا في كل ديوان من الديوانين ديوان المجنون وديوان العباس، وذلك من خلط الرواة.

اللغة: «سرب» السرب: جماعة الظباء والقطا ونحوهما، و «القطا» طائر «جدير» لائق وحقيق «هويت» - بكسر الواو - أي أحببت.

الإعراب: «بكيت» فعل وفاعل «على سرب» جار ومجرور متعلق ببكيت، وسرب مضاف و «القطا» مضاف إليه «إذ» ظرف زمان متعلق ببكيت مبني على السكون في محل نصب «مررن» فعل وفاعل «بي» جار ومجرور متعلق بمر «فقلت» فعل وفاعل «ومثلي» الواو للحال، مثل: مبتدأ، وياء المتكلم مضاف إليه «بالبكاء» جار ومجرور متعلق بقوله «جدير» الآتي «جدير» خبر المبتدأ «أسرب» الهمزة حرف نداء، وسرب: منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، وسرب مضاف، و «القطا» مضاف إليه «هل» حرف استفهام «من» مبتدأ «يعير» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى =