[الغالب أن يختم المندوب بالألف بيان ما يحذف لهذه الألف]
  في نحو: (وا زيدا) وينصب في نحو: (وا أمير المؤمنين) إلّا أنّه لا يكون نكرة كرجل(١)، ولا مبهما، كأي واسم الإشارة والموصول(٢)؛ إلا ما صلته مشهورة فيندب، نحو (وا من حفر بئر زمزماه) فإنّه بمنزلة (وا عبد المطّلباه) إلّا أنّ الغالب، أن يختم بالألف، كقوله:
  وقمت فيه بأمر اللّه يا عمرا(٣) [٤٣٠]
[الغالب أن يختم المندوب بالألف بيان ما يحذف لهذه الألف]
  ويحذف لهذه الألف ما قبلها: من ألف، نحو: (وا موساه) أو تنوين(٤) في
(١) زعم الرياشي أنه يجوز أن تندب النكرة مستدلّا على ذلك بأنه قد ورد الحديث (وا جبلاه) وأنكر الجمهور ذلك. وقالوا: إن صح الحديث فهو نادر.
(٢) أجمعوا على أنه لا تجوز ندبة الموصول المقترن بأل كالذي والتي مطلقا واختلفوا في جواز ندبة الموصول غير المقترن بأل، فذهب البصريون إلى أنه لا يجوز مطلقا أيضا، وذهب غيرهم إلى جواز ندبة ما اشتهرت صلته كما حكاه المؤلف، فقد اختار في هذا الفرع مذهبا غير مذهب البصريين.
(٣) هذا الشاهد من كلام جرير بن عطية يرثي أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز وقد تقدم ذكره في أول باب النداء (وهو الشاهد رقم ٤٣٠) وما ذكره المؤلف عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:
حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له
والشاهد فيه هنا قوله (يا عمرا) حيث ختم بألف الندبة، وثبوت هذه الألف دليل على أنه مندوب؛ إذ لو كان منادى لبناه على الضم؛ لكونه علما مفردا، وهذه الألف نفسها هي التي سوغت له استعمال (يا) في الندبة لكونها قد بينت أنه مندوب وليس منادى فأمن أن يلتبس على السامع، ولولا ذلك لما ساغ له أن يستعمل للندبة غير (وا).
(٤) هذا الذي ذكره المؤلف - من وجوب حذف التنوين لوصل الاسم المندوب بألف الندبة - هو مذهب البصريين، وعلة وجوب حذف التنوين هي التخلص من التقاء الساكنين، فإن التنوين نون ساكنة كما تعلم والألف ساكنة.
وذهب الكوفيون إلى أنه يجوز في ندبة المنون وجهان، أما أولهما فحذف التنوين كمذهب البصريين، وأما الثاني فبقاء التنوين مع تحريكه إما بالفتح لمناسبة ألف الندبة فيقال في ندبة غلام زيد (واغلام زيدناه) وإما بالكسر على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين فيلزم قلب الألف ياء لوقوعها بعد كسرة فيقال (واغلام زيدنيه). =