فصل: ينجلي الفعل بأربع علامات:
[الثانية: تاء التأنيث الساكنة]
  الثانية: تاء التأنيث الساكنة، ك «قامت، وقعدت»، فأما المتحركة فتختص بالاسم كقائمة(١).
  وبهاتين العلامتين ردّ على من زعم حرفية ليس وعسى(٢)، وبالعلامة الثانية على من زعم اسمية نعم وبئس(٣).
(١) التاء المتحركة إما أن تكون حركتها حركة إعراب كقائمة، وهذه تختص بالاسم كما قال، وإما أن تكون حركتها حركة بناء، وهذه تدخل على الحرف في لات وربت وثمة وتكون في الاسم أيضا نحو «لا قوة» ومن شواهد دخول تاء التأنيث على «رب» قوله:
ماويّ يا ربّتما غارة ... شعواء مثل اللّذعة بالميسم
وربّت سائل عنّي حفيّ ... أعارت عينه أم لم تعارا
ومن شواهد دخولها على ثم قوله:
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني ... فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني
وأما دخولها على «لا» فأشهر من أن يستدل له، فقد قالوا «لات» وورد في القرآن الكريم {وَلاتَ حِينَ مَناصٍ} وقال الشاعر:
ندم البغاة، ولات ساعة مندم ... والبغي مرتع مبتغيه وخيم
وقال أبو زبيد الطائي:
طلبوا صلحنا ولات أوان ... فأجبنا أن ليس حين بقاء
(٢) ذهب الفارسي وتبعه أبو بكر بن شقير إلى أن «ليس» حرف، لكونها دالة على النفي مثل «ما» وذهب الكوفيون إلى أن «عسى» حرف لكونها دالة على الترجي مثل لعل، والصحيح أنهما فعلان، بدليل قبولهما تاء التأنيث في نحو ليست هند مفلحة وعست هند أن تزورنا، وتاء الفاعل في نحو {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} ونحو {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ}، ومما يدل على فعليتهما أيضا أنه يجوز في خبر ليس تقديمه على اسمها إجماعا وعليها على الراجح، و «ما» لا يجوز معها إلّا مجيء خبرها متأخرا عنها وعن اسمها.
(٣) تقدم قريبا أن الكوفيين ذهبوا إلى أن «نعم، وبئس» اسمان، مستدلين على ذلك بدخول حرف الجر عليهما، فقد حكوا أن أعرابيا بشر بولادة امرأته أنثى فقال: «واللّه ما هي بنعم الولد» وحكوا أن أعرابيا ذهب لزيارة أحبائه على حمار بطيء السير فقال:
نعم السير على بئس العير» وقد رد عليهما بأن حرف الجر في التقدير داخل على اسم، =