أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[اسم المصدر، ومتى يعمل؟ ومتى لا يعمل؟]

صفحة 187 - الجزء 3

[اسم المصدر، ومتى يعمل؟ ومتى لا يعمل؟]

  واسم المصدر إن كان علما لم يعمل⁣(⁣١) اتفاقا، وإن كان ميميّا فكالمصدر⁣(⁣٢) اتفاقا، كقوله:

  [٣٦٦] -

  أظلوم إنّ مصابكم رجلا


(١) إنما لم يعمل اسم المصدر إذا كان علما لأن الأعلام كمحمد وسعيد - علمين على معينين - لا تعمل في فاعل أو مفعول، إذ لا دلالة لها على الأحداث التي تقتضي هذا النوع من المعمولات.

(٢) إنما عمل المصدر المبدوء بالميم الزائدة لغير الدلالة على المفاعلة لأنه مصدر في الحقيقة عند جمهرة النحاة على ما ذكرناه آنفا، وظاهر قول المؤلف (فكالمصدر اتفاقا) أنه قد يكون مضافا وقد يكون مقرونا بأل وقد يكون مجردا، لكن الأثبات من العلماء لم يحفظوا له شاهدا إلا في حالة الإضافة كالبيت رقم ٣٦٦، كذا قيل، وأنت تجد في الشاهد رقم ٣٦٧ وما ذكرناه معه من الشواهد اسم المصدر غير المبدوء بالميم مضافا لفاعله.

[٣٦٦] - نسب جماعة منهم المؤلف في المغني تبعا للحريري في درة الغواص هذا الشاهد إلى العرجي، ونسبه آخرون إلى الحارث بن خالد المخزومي، وهذا هو الصواب وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الكامل، وعجزه قوله:

أهدى السّلام تحيّة ظلم

وبعد هذا البيت قوله:

أقصيته وأراد سلمكم ... فليهنه إذ جاءك السّلم

اللغة: (ظلوم) وصف من الظلم لقب به حبيبته، ويروى (أظليم) على أنه تصغير اسمها تصغير الترخيم للتمليح، والهمزة السابقة عليه همزة النداء، و (مصابكم) مصدر ميمي بمعنى الإصابة، وزعم اليزيدي أنه اسم مفعول، وكان يوجب - بناء على هذا - رفع (رجل) وستعرف ذلك بوضوح في بيان الاستشهاد بالبيت.

الإعراب: (أظلوم) الهمزة حرف لنداء القريب أو ما هو بمنزلته مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ظلوم: منادى مبني على الضم في محل نصب (إن) حرف توكيد ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (مصابكم) مصاب: اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، وهو من إضافة المصدر الميمي إلى فاعله (رجلا) =