أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[ينقسم الضمير إلى بارز ومستتر، وينقسم البارز إلى متصل ومنفصل]

صفحة 77 - الجزء 1

  والثاني: ما يقبل «أل» ولكنها غير مؤثرة للتعريف، نحو: «حارث، وعبّاس، وضحّاك» فإن «أل» الدّاخلة عليها للمح الأصل بها.

[المعرفة سبعة أقسام]

  وأقسام المعارف سبعة: المضمر كأنا وهم، والعلم كزيد وهند، والإشارة كذا وذي، والموصول كالّذي والّتي، وذو الأداة كالغلام والمرأة، والمضاف لواحد منها كابني وغلامي، والمنادى نحو: «يا رجل» لمعين.

[أولها: فصل في المضمر:]

  فصل في المضمر: المضمر والضّمير: اسمان لما وضع لمتكلم كأنا، أو لمخاطب كأنت، أو لغائب كهو، أو لمخاطب تارة ولغائب أخرى، وهو الألف والواو والنون، كقوما وقاما، وقوموا وقاموا، وقمن.

[ينقسم الضمير إلى بارز ومستتر، وينقسم البارز إلى متصل ومنفصل]

  وينقسم إلى بارز - وهو ما له صورة في اللّفظ كتاء «قمت» - وإلى مستتر، وهو بخلافه كالمقدّر في «قم».

  وينقسم البارز إلى متّصل وهو: ما لا يفتتح به النّطق ولا يقع بعد «إلّا» كياء «ابني» وكاف «أكرمك» وهاء «سلنيه» ويائه، وأمّا قوله:

  [٢١] -

  وما علينا إذا ما كنت جارتنا ... أن لا يجاورنا إلّاك ديّار


[٢١] - هذا بيت من البسيط، ولم أعثر لهذا البيت على نسبة إلى قائل معين، ولا وقفت له على سوابق أو لواحق رغم البحث الطويل.

اللغة والرواية: «وما علينا» روي في مكان هذه الكلمة «وما نبالي» ونبالي: فعل مضارع من المبالاة بمعنى الاكتراث بالأمر والاهتمام له والعناية به، وأكثر ما يستعمل هذا الفعل بعد النفي، تقول: ما باليته، وما أباليه، وأنا لا أبالي ما تكون عاقبة ذلك، وقد يستعمل في الإثبات إذا جاء معه نظيره بعد نفي، وهذا كما في قول زهير بن أبي سلمى المزني:

لقد باليت مظعن أمّ أوفى ... ولكن أمّ أوفى لا تبالي

أراد لقد أهمني رحيل هذه المرأة حتى قدرت له واكترثت به، ولكنها هي لا تعبأ بفراقنا ولا تهتم له، فأنت تراه قد استعمل في صدر البيت «باليت» في الإثبات بسبب كونه قد استعمل في عجز البيت «لا تبالي» فدل على ما ذهبنا إليه «ألا يجاورنا إلاك» تروى هذه العبارة على وجهين آخرين، فتروى «ألا يجاورنا حاشاك» وتروى «ألا يجاورنا سواك» =