أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يشترط له خمسة أمور]

صفحة 198 - الجزء 2

هذا باب المفعول له

  ويسمّى المفعول لأجله، ومن أجله، ومثاله: «جئت رغبة فيك»⁣(⁣١).

[يشترط له خمسة أمور]

  وجميع ما اشترطوا له خمسة أمور:

  (١) كونه مصدرا، فلا يجوز «جئتك السّمن والعسل» قاله الجمهور، وأجاز يونس «أمّا العبيد فذو عبيد» بمعنى مهما يذكر شخص لأجل العبيد فالمذكور ذو عبيد، وأنكره سيبويه.

  (٢) وكونه⁣(⁣٢) قلبيّا كالرّغبة، فلا يجوز: «جئتك قراءة للعلم» ولا «قتلا للكافر» قاله ابن الخبّاز وغيره، وأجاز الفارسيّ «جئتك ضرب زيد» أي: لتضرب زيدا.

  (٣) وكونه علّة: عرضا كان كرغبة، أو غير عرض، ك «قعد عن الحرب جبنا».

  (٤) واتحاده بالمعلّل به وقتا، فلا يجوز «تأهّبت السّفر»، قاله الأعلم والمتأخرون.

  (٥) واتحاده بالمعلّل به فاعلا، فلا يجوز «جئتك محبّتك إيّاي»، قاله المتأخرون أيضا، وخالفهم ابن خروف.

[متى فقد شرطا جر بحرف التعليل]

  ومتى فقد المعلّل شرطا منها وجب - عند من اعتبر ذلك الشرط، أن يجرّ بحرف التعليل، ففاقد الأول، نحو: {وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ}⁣(⁣٣)، والثاني نحو:


(١) لم يذكر المؤلف تعريف المفعول لأجله، وقد ذكر غيره تعريفه بقوله: (هو المصدر القلبي الذي يذكر لبيان ما فعل الفعل لأجله)، وقد اكتفى المؤلف بذكر هذه القيود على أنها شروط لتحقق المعنى الذي يصح أن يطلق عليه اسم المفعول لأجله، والخطب في ذلك سهل.

(٢) المراد بكونه قلبيا أنه من أفعال النفس الباطنة كالرغبة، وليس من أفعال الحواس الظاهرة كالضرب والقتل والقراءة والتحديث والمشي والركل.

(٣) سورة الرحمن، الآية: ١٠.