[لتوكيد المضارع خمس حالات]
[الخامسة: أن يكون أقل، وذلك بعد لم أو أداة جزم غير «إما»]
  الخامسة: أن يكون أقلّ، وذلك بعد لم، وبعد أداة جزاء غير (إمّا)، كقوله:
  [٤٧٤] -
  يحسبه الجاهل ما لم يعلما
= التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد الثقلية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وكاف المخاطب مفعول به ليحمد مبني على الفتح في محل نصب (وارث) فاعل يحمد مرفوع بالضمة الظاهرة (إذا) ظرف متعلق بيحمد مبني على السكون في محل نصب (نال) فعل ماضي، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى وارث (مما) جار ومجرور متعلق بنال (كنت) كان: فعل ماض ناقص وتاء المخاطب اسمه (تجمع) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وجملة تجمع وفاعله في محل نصب خبر كان، وجملة كان واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب صلة ما المجرورة محلّا بمن، والعائد ضمير محذوف منصوب بتجمع أي تجمعه (مغنما) مفعول به لنال.
الشاهد فيه: قوله (ما يحمدنك) حيث أكد الفعل المضارع الذي هو قوله (يحمد) بالنون الثقيلة، وهذا الفعل واقع بعد (ما)، وقد ذكر الشيخ خالد أن (ما) هنا زائدة وهي على معنى النفي، وقال الدماميني: ولا أدري الوجه الذي عين ذلك.
وههنا أمران أحبّ أن أنبهك إليهما.
الأول: أن المؤلف قد جعل توكيد المضارع المسبوق بما الزائدة غير المصاحبة لأن قليلا، وهو تابع لابن مالك في هذه العبارة، وليس المراد به أنه قليل في ذاته، لأن ابن مالك صرح في بعض كتبه بأنه كثير، بل ربما دل كلامه على أنه مطرد، فيحمل كلام ابن هشام على هذا إذ كان تابعا لابن مالك في اختياراته.
الأمر الثاني: أنه لم يخص ما الزائدة بنوع، فشمل ما التي تقع بعد رب، وقد صرح ابن مالك في شرح كافيته بأن توكيد المضارع الواقع بعد ما المتصلة برب شاذ، ووجهه أن الفعل الواقع بعد (ربما) ماضي المعنى غالبا، ونون التوكيد تقتضي الاستقبال، فهما كالمتناقضين، وكلام سيبويه يشعر بجواز توكيد المضارع الواقع بعد ربما، فقد حكى قول العرب (ربما يقولن ذلك) وقد ورد في قول الشاعر:
ربّما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات
[٤٧٤] - نسب الشيخ خالد هذا الشاهد إلى أبي حيان الفقعسي، يصف جبلا عمه الخصب وحفه النبات، وهو تابع في ذلك للعيني التابع للأعلم الشنتمري، والذي عليه الناس أنه لأبي الصمعاء مساور بن هند العبسي، وأنه يصف وطب لبن، وأبو الصمعاء شاعر مخضرم، =