[فصل: إضافة فاعل من ألفاظ العدد كثان وثالث، ووجه استعماله وبحث في أصل اشتقاقه]
  [٥٢٧] -
  كلّف من عنائه وشقوته ... بنت ثماني عشرة من حجّته
[فصل: إضافة فاعل من ألفاظ العدد كثان وثالث، ووجه استعماله وبحث في أصل اشتقاقه]
  فصل: ويجوز أن تصوغ من اثنين وعشرة وما بينهما. اسم فاعل. كما تصوغه من فعل؛ فتقول: ثان، وثالث، ورابع - إلى العاشر(١). كما تقول: ضارب وقاعد،
[٥٢٧] - هذا بيت من الرجز، أو بيتان من مشطوره، وقد نسب الشيخ خالد هذا الشاهد إلى نفيع بن طارق.
اللغة: (كلّف) فعل ماض مبني للمجهول من التكليف وهو تحميل ما فيه كلفة ومشقة (عنائه) العناء - بفتح العين - وهو التعب والنصب والجهد؛ تقول (عني فلان يعنى) من باب رضي - عناء، إذا جهد وتعب (شقوته) بكسر الشين وسكون القاف، أو بفتح الشين وسكون القاف - الشقاء والعسر، وفي القرآن (غلبت علينا شقوتنا).
الإعراب: (كلف) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو (من) حرف جر (عنائه): عناء: مجرور بمن، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بكلف، وعناء مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (وشقوته) الواو حرف عطف، شقوة: معطوف على عناء، وهو مضاف والضمير مضاف إليه (بنت) مفعول ثان لكلف، وبنت مضاف و (ثماني) مضاف إليه، وثماني مضاف و (عشرة) مضاف إليه (من) حرف جر (حجته) حجة: مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بكلف، وحجة مضاف وضمير الغائب مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله (ثماني عشرة) حيث أضاف الأول الذي هو صدر المركب العددي إلى الثاني الذي هو عجز المركب العددي، من غير أن يكون العدد مضافا إلى مستحقه، كما في (خمس عشرة زيد)، وهذا الوجه في مثل هذه الحال مما أجازه الكوفيون كما هو صريح عبارة المؤلف، فقول ابن مالك في التسهيل (ولا يجوز بإجماع: ثماني عشرة - أي بإضافة الجزء الأول إلى الجزء الثاني - إلا في الشعر) غير مسلم له ما ادعاه من دعوى الإجماع على ذلك، فإن الكوفيين يجيزون ذلك مطلقا، نعني في الشعر وفي غير الشعر.
(١) ههنا مسألة دقيقة، وحاصلها أنك حين تقول (ثالث) تريد أن تعلم: هل أخذته من اسم العدد الذي هو ثلاثة، أو أخذته من مصدر قولك (ثلثت الاثنين) أي صيرتهما ثلاثة؟
والجواب على ذلك يحتاج إلى دقة نظر، وذلك أنه يرجع إلى المعنى الذي تريده من قولك (ثالث) مثلا. =