[فصل: مما تختص به الفاء والواو]
  وجعل منه الناظم {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ}(١) وقدّر الزّمخشريّ عطف (مخرج) على (فالق).
[فصل: مما تختص به الفاء والواو]
  فصل: تختصّ الفاء والواو بجواز حذفهما مع معطوفهما لدليل، مثاله في الفاء: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ}(٢)، أي: فضرب فانبجست، وهذا الفعل المحذوف معطوف على (أوحينا)، ومثاله في الواو قوله:
  [٤٢٧] -
  فما كان بين الخير لو جاء سالما ... أبو حجر إلّا ليال قلائل
= لأن الذي هو في محل جر إنما هو الفعل وفاعله معا، وليس للفعل وحده محل، وقد روى الشيخ خالد قبل محل الشاهد: * يا رب بيضاء من العواهج * وجعل قوله: (أم صبي) بالجر بدلا من بيضاء، وأنكر نصبه، ولكنك قد عرفت الصواب.
الشاهد فيه: أنه عطف الاسم الذي يشبه الفعل وهو قوله: (دارج) على الفعل وهو قوله: (حبا) كما علمت في إعراب البيت.
ونظير هذا الشاهد قول الراجز:
بات يعشّيها بعضب باتر ... يقصد في أسوقها وجائر
وصف رجلا يعقر إبله للضيفان، ومحل الشاهد قوله: (وجائر) فإنه اسم فاعل فهو يشبه الفعل، وقد عطفه على يقصد، فإن محل جملة يقصد جر لأنها نعت لعضب.
ونظيره قول النابغة الذبياني كما أنشده النحاة:
فألفيته يوما يبير عدوّه ... ومجر عطاء يستحقّ المعابرا
فإن قوله: (ومجر عطاء) معطوف على قوله: (يبير عدوه) وكان من حقه أن يقول:
(ومجريا عطاء) وذلك لأن قوله: (يبير عدوه) جملة في محل نصب مفعول به لألفى، والمعطوف يجب أن يكون مثل المعطوف عليه في الإعراب، إلا أنه عامل (مجر عطاء) في حال النصب كما يعامل في حال الرفع والجر، ولذلك نظائر في العربية، والأدباء يروونه (وبحر عطاء يستحق المعابرا).
(١) سورة الأنعام، الآية: ٩٥.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٦٠.
[٤٢٧] - هذا بيت من الطويل، وهو من كلمة للنابغة الذبياني يرثي فيها أبا حجر النعمان بن الحارث بن أبي شمر الغساني. =