أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[عامله مصدر، أو وصف، أو فعل]

صفحة 183 - الجزء 2

  «ضربت ضربا» أو «ضرب الأمير» أو «ضربتين» بخلاف نحو: «ضربك ضرب أليم» ونحو: {وَلَّى مُدْبِراً}⁣(⁣١).

  وأكثر ما يكون المفعول المطلق مصدرا.

  والمصدر: اسم الحدث الجاري على الفعل.

  وخرج بهذا القيد نحو: «اغتسل غسلا» و «توضّأ وضوءا» و «أعطى عطاء» فإن هذه أسماء مصادر⁣(⁣٢).

[عامله مصدر، أو وصف، أو فعل]

  وعامله إما مصدر مثله نحو: {فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً}⁣(⁣٣)، أو ما اشتق منه: من فعل نحو: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً}⁣(⁣٤)، أو وصف نحو:

  {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا}⁣(⁣٥).

  وزعم بعض البصريين أن الفعل أصل للوصف، وزعم الكوفيون أن الفعل أصل لهما⁣(⁣٦).


(١) سورة النمل، الآية: ١٠.

(٢) اسم المصدر: اسم يدل على المعنى الذي يدل عليه المصدر - وهو الحدث - ولكن حروفه تنقص عن حروف مصدر الفعل المستعمل معه، ومن أمثلته قولهم: كلمته كلاما، وسلمت عليه سلاما، وقبّلته قبلة، وتوضأت وضوءا، واغتسلت غسلا، وأعطيته عطاء، وأجبته إجابة، وأوقدت النار وقودا، وصليت عليه صلاة، وراقبته رقبة، وراعيته رعية، وهو يعمل عمل المصدر، ومن إعماله قوله عليه الصلاة والسّلام: «من قبلة الرجل امرأته الوضوء» فقبلة في هذا الحديث اسم مصدر، وقد أضيف إلى فاعله وهو «الرجل»، ثم نصب المفعول به وهو قوله «امرأته» كما تفعل لو وضعت المصدر في موضعه فقلت «من تقبيل الرجل امرأته الوضوء»، وقد مضى التمثيل بهذا الحديث في باب الفاعل (ص ٧٦ من هذا الجزء) وسيأتي مزيد بيان لهذا الكلام في باب إعمال المصدر فارتقبه.

(٣) سورة الإسراء، الآية: ٦٣.

(٤) سورة النساء، الآية: ١٦٤.

(٥) سورة الصافات، الآية: ١.

(٦) اختلف النحاة في أصل المشتقات أهو الفعل، أم هو المصدر، أم أن كلّا من الفعل =