أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[العطف ضربان]

صفحة 309 - الجزء 3

[العطف ضربان]

  وهو ضربان: عطف نسق، وسيأتي، وعطف بيان⁣(⁣١)، وهو (التّابع المشبه للصّفة في توضيح متبوعه، إن كان معرفة، وتخصيصه إن كان نكرة)⁣(⁣٢).

[الأول: متّفق عليه]

  والأول: متّفق عليه⁣(⁣٣)، كقوله:

  [٤٠٩] -

  أقسم باللّه أبو حفص عمر


= يجمعها تعريف واحد، وكان لا بد له من أن يبدأ بتقسيم العطف إلى القسمين ثم يذكر تعريف كل قسم منهما، وقول المناطقة (إن مرتبة التقسيم تالية لمرتبة التعريف) محله فيما له حقيقة واحدة تجمع كل أقسامه.

(١) إنما سمي هذا النوع (عطف بيان) لأن اللفظ الثاني تكرار للفظ الأول، لأن الثاني يشبه أن يكون مرادفا للأول لأن الذات المدلول عليها باللفظين واحدة، وإنما يؤتى بالثاني لزيادة البيان.

(٢) قوله: (التابع) جنس في التعريف يشمل جميع التوابع، وقوله: (المشبه للصفة) فصل أول يخرج به النعت، وقوله: (في توضيح متبوعه - الخ) فصل ثان يخرج به بقية التوابع - وهي التوكيد وعطف النسق والبدل - فإنه لا يؤتى بواحد من هذه الثلاثة لقصد الإيضاح أو التخصيص استقلالا، فإن أفاد واحد منها شيئا من ذلك عطف أحد المترادفين على الآخر عطف نسق وكبدل الكل من الكل فإن هذه الفائدة ليست مقصودة.

(٣) ظاهر إطلاق المؤلف أن النحاة مجمعون على أن عطف البيان يجري في المعارف كلها، ودعوى الإجماع على ذلك ليست مسلمة، بل قيل: إنه يختص بالعلم دون سائر المعارف، والعلم الاسم والكنية واللقب، فالأقوال ثلاثة: لا يجري إلا في الأعلام، يجري في المعارف كلها، دون النكرات، وهو قول البصريين، يجري في المعارف والنكرات جميعا، وهو قول الكوفيين ومن ذكرناه من أئمة النحو.

[٤٠٩] - هذا بيت من الرجز المشطور من قول أعرابي جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ¥ يقول له: إني على ناقة دبراء عجفاء نقباء، وطلب منه أن يعطيه ناقة أخرى من إبل الصدقة يركبها، فامتنع، فانطلق وهو يقول ذلك، وبعده:

ما مسّها من نقب ولا دبر ... فاغفر له اللّهمّ إن كان فجر

اللغة: (أبو حفص) كنية لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه! كناه بها سيدنا رسول اللّه ، وحفص في الأصل: اسم من أسماء الأسد، وكأنه لحظ شجاعته =