أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تختص عن اسم الفاعل بخمسة أمور]

صفحة 222 - الجزء 3

  حسنة الوجه)؛ فلهذا حسن أن يقال: (زيد حسن الوجه)؛ لأن من حسن وجهه حسن أن يسند (الحسن) إلى جملته مجازا، وقبح أن يقال: (زيد كاتب الأب)؛ لأن من كتب أبوه لا يحسن أن تسند الكتابة إليه، إلّا بمجاز بعيد.

  وقد تبيّن أن العلم بحسن الإضافة، موقوف على النّظر في معناها، لا على معرفة كونها صفة مشبّهة، وحينئذ فلا دور في التّعريف المذكور كما توهّمه ابن الناظم.

[فصل: تختص عن اسم الفاعل بخمسة أمور]

  فصل: وتختصّ هذه الصفة عن اسم الفاعل بخمسة أمور:

  أحدها: أنها تصاغ من اللّازم دون المتعدّي، ك (حسن) و (جميل)، وهو يصاغ منهما، كقائم وضارب.

  الثاني: أنّها للزمن الحاضر الدائم، دون الماضي المنقطع والمستقبل، وهو يكون لأحد الأزمنة الثلاثة.

  الثالث: أنها تكون مجارية للمضارع في تحركه وسكونه، ك (طاهر القلب) و (ضامر البطن) و (مستقيم الرّأي) و (معتدل القامة) وغير مجارية له، وهو الغالب في المبنية من الثلاثي ك (حسن)، و (جميل)، و (ضخم)، و (ملآن) ولا يكون اسم الفاعل إلّا مجاريا له.

  الرابع: أن منصوبها لا يتقدّم عليها، بخلاف منصوبه، ومن ثمّ صحّ النّصب في نحو (زيدا أنا ضاربه) وامتنع في نحو: (زيد أبوه حسن وجهه).

  الخامس: أنّه يلزم كون معمولها سببيّا، أي: متّصلا بضمير موصوفها، إما لفظا، نحو: (زيد حسن وجهه)، وإما معنى، نحو: (زيد حسن الوجه)، أي: منه، وقيل: إن (أل) خلف عن المضاف إليه، وقول ابن النّاظم: (إن جواز⁣(⁣١) نحو: «زيد


(١) قد صح عن العرب أنهم يقولون نحو (زيد بك فرح) وزيد في هذا المثال مبتدأ خبره قولك فرح، وبك: جار ومجرور متعلق بفرح، وبالتأمل في هذا المثال نجد أن قولهم (فرح) صفة مشبهة، وأن (بك) معمولها، وأنه غير سببي؛ لأنه ليس اسما ظاهرا مضافا =