[لا، وشروط إعمالها عمل ليس]
[لا، وشروط إعمالها عمل ليس]
  وأما «لا» فإعمالها عمل ليس قليل(١)، ويشترط له الشروط السابقة، ما عدا الشرط الأول، وأن يكون المعمولان نكرتين، والغالب أن يكون خبرها محذوفا، حتّى قيل بلزوم ذلك، كقوله:
  [١٠٧] -
  فأنا ابن قيس لا براح
= «لذ» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وإن» الواو عاطفة على محذوف، إن: حرف شرط جازم «كنت» كان: فعل ماض ناقص، وتاء المخاطب اسمه «آمنا» خبر كان «فما» الفاء حرف دال على التعليل، ما: حرف نفي «كل» منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بموال الآتي، وكل مضاف و «حين» مضاف إليه «من» اسم موصول اسم ما النافية مبني على السكون في محل رفع «توالي» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والجملة لا محل لها صلة الموصول والعائد ضمير محذوف منصوب بتوالي، والتقدير: من تواليه «مواليا» خبر ما النافية منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «ما كل حين من توالي مواليا» حيث أبقى عمل ما النافية عمل ليس، فرفع بها الاسم وهو «من» ونصب بها الخبر وهو قوله «مواليا» مع أنه قد تقدم معمول الخبر - وهو قوله «كل حين» - على الاسم والخبر جميعا، وإنما ساغ الإعمال مع هذا التقدم لكون هذا المعمول المتقدم ظرفا، وقد عرفت مما ذكرناه وذكره المؤلف غير مرة أن الظروف يتوسع فيها ما لا يتوسع في غيرها.
يتفق النحاة على أن مجيء «لا» عاملة عمل ليس قليل جدا، وهم فيما وراء ذلك مختلفون في جواز إعمالها قياسا على ما سمع من ذلك، فذهب سيبويه وطائفة من البصريين إلى جواز الإعمال، وذهب الأخفش والمبرد إلى منع إعمالها، وهو الذي يقتضيه القياس، من قبل أن «لا» حرف مشترك بين الأسماء والأفعال، ومن حق الحرف المشترك أن يكون مهملا.
[١٠٧] - هذا عجز بيت من مجزوء الكامل، وصدره قوله:
من صدّ عن نيرانها
والبيت من كلمة لسعد بن مالك، يعرض فيها بالحارث بن عباد (بزنة غراب) فارس النعامة حين اعتزل الحرب التي نشبت بين بكر وتغلب ابني وائل، وهو الحرب الضروس التي سميت حرب البسوس، وقبل البيت قوله:
يا بؤس للحرب الّتي ... وضعت أراهط فاستراحوا =