أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: متى يجوز جر التمييز بمن؟ ومتى يمتنع؟]

صفحة 321 - الجزء 2

[فصل: متى يجوز جر التمييز بمن؟ ومتى يمتنع؟]

  فصل: من مميّز النسبة الواقع بعد ما يفيد التعجب، نحو: «أكرم به أبا»، و «ما أشجعه رجلا»، و «للّه درّه فارسا»، والواقع بعد اسم التفضيل، وشرط نصب هذا كونه فاعلا معنى، نحو: «زيد أكثر مالا» بخلاف: «مال زيد أكثر مال»، وإنما جاز:

  «هو أكرم النّاس رجلا» لتعذر إضافة أفعل مرتين.

  فصل: ويجوز جر التمييز بمن، ك «رطل من زيت» إلا في ثلاث مسائل:

  إحداها: تمييز العدد، ك «عشرين درهما».

  الثانية: التمييز المحوّل عن المفعول، ك «غرست الأرض شجرا»، ومنه: «ما أحسن زيدا أدبا» بخلاف: «ما أحسنه رجلا».

  الثالثة: ما كان فاعلا في المعنى إن كان محوّلا عن الفاعل صناعة، ك «طاب زيد نفسا»، أو عن مضاف غيره، نحو: «زيد أكثر مالا» إذ أصله: «مال زيد أكثر» بخلاف: «للّه درّه فارسا».

  [٢٨٤] -

  ... وأبرحت جارا


[٢٨٤] - هذه قطعة من بيت الأعشى ميمون بن قيس، من قصيدة له يمدح فيها قيس بن معد يكرب الكندي، وهو بتمامه هكذا:

أقول لها حين جدّ الرّحيل ... أبرحت ربّا، وأبرحت جارا

وكثير من النحاة يغيرون في رواية هذا البيت، ويروونه هكذا:

تقول ابنتي حين جدّ الرّحيل ... أبرحت ربّا، وأبرحت جارا

وليس كما يروونه، ولكنه كما رويناه أولا عن ديوان الأعشى ميمون.

اللغة: (جد الرحيل) معناه اشتد وأمعن فيه، و (أبرحت) معناه عظمت، وقيل: أعجبت، وقيل: اخترت (ربّا) إذا فسر أبرحت بعظمت فالرب هو الملك الذي يقصده الشاعر بسفره ليمدحه، ويكون نصب رب حينئذ على التمييز، وكأنه قال: عظمت ملكا، أي:

ما أعظم الملك الذي تقصدينه في سفرك هذا، وإذا فسرت أبرحت بأعجبت فالرب هو صاحب الناقة ومالكها، وأبرحت - على هذا - فعل متعد؛ فنصب (ربّا) على أنه مفعول به، وكأنه قد قال: أعجبت صاحبك، وإذا فسرت أبرحت باخترت فالرب الملك الذي تقصده، ونصبه على أنه مفعول به (جارا) بمعنى الرب. =