أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: في ذكر معاني الحروف.]

صفحة 39 - الجزء 3

  والرابع: المصاحبة، نحو: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ}⁣(⁣١) أي: مع ظلمهم⁣(⁣٢).

[لعن أربعة معان أيضا]

  ول (عن) أربعة معان أيضا:

  أحدها: المجاوزة⁣(⁣٣)، نحو: (سرت عن البلد)، و (رميت عن القوس).

  والثاني: البعدية، نحو: {طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ}⁣(⁣٤)، أي: حالا بعد حال.


= قال: (إنما ساغ هذا لأن معناه أقبلت عليّ) اه.

وذهب ابن هشام في مغني اللبيب إلى أن الكلام على التضمين، لكنه جعل (رضي) مضمنا معنى عطف.

(١) سورة الرعد، الآية: ٦.

(٢) وبقي من المعاني التي ذكروها لعلى ستة معان، الأول أنها تأتي بمعنى اللام نحو قوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ} أي لهدايته إياكم، والثاني أنها تأتي بمعنى عند نحو قوله سبحانه: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} أي عندي، والثالث أنها تأتي بمعنى من نحو قوله جل شأنه: {إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} أي من الناس، والرابع أنها تأتي بمعنى الباء، نحو قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} أي حقيق بألا أقول، والخامس أن تكون زائدة، كما في قول حميد بن ثور الهلالي:

أبى اللّه إلّا أنّ سرحة مالك ... على كلّ أفنان العضاه تروق

وجه الدلالة من هذا البيت أن (تروق) فعل يتعدى بنفسه، فزاد الشاعر معه (على) ونص سيبويه على أن (على) لا تقع زائدة، وعلى رأيه يخرج ما في البيت بأن (يروق) قد ضمن معنى تشرق.

المعنى السادس أن تكون بمعنى لكن الدالة على الاستدراك نحو قولك: (فلان يرتكب الآثام على أنه لا يقنط من رحمة اللّه) ومنه قول ابن الدمينة:

وقد زعموا أنّ المحبّ إذا دنا ... يملّ وأنّ النّأي يشفي من الوجد

بكلّ تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أنّ قرب الدّار خير من البعد

(٣) المجاوزة إما حقيقة، وذلك إذا كانت تدل على بعد جسم عن جسم نحو (سرت عن البلد) وإما مجازية، وذلك إذا كانت في المعاني نحو قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً}.

(٤) سورة الانشقاق، الآية: ١٩.