أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[وهذه أمور متممات لما تقدم:]

صفحة 153 - الجزء 2

  نحو: «زيد عليكه» و «زيد ضربا إيّاه» لأنهما غير صفة، نعم يجوز النصب عند من جوّز تقديم معمول اسم الفعل، وهو الكسائي، ومعمول المصدر الذي لا ينحلّ بحرف مصدري، وهو المبرد والسّيرافي، وبخلاف نحو: «زيد أنا ضاربه أمس» لأنه غير عامل على الأصحّ، و «زيد أنا الضّاربه» و «وجه الأب زيد حسنه»، لأن الصّلة والصّفة المشبهة لا يعملان فيما قبلهما.

[الثاني: يشترط لصحة الاشتغال وجود علاقة]

  الثاني: لا بدّ في صحة الاشتغال من علقة بين العامل والاسم السابق، وكما تحصل العلقة بضميره المتصل بالعامل، ك «زيدا ضربته»، كذلك تحصل بضميره المنفصل من العامل بحرف الجر، نحو: «زيدا مررت به» أو باسم مضاف، نحو:

  «زيدا ضربت أخاه» أو باسم أجنبي أتبع بتابع مشتمل على ضمير الاسم بشرط أن يكون التابع نعتا له، نحو: «زيدا ضربت رجلا يحبّه» أو عطفا بالواو، نحو: «زيدا ضربت عمرا وأخاه» أو عطف بيان، ك «زيدا ضربت عمرا أخاه» فإن قدّرت الأخ بدلا بطلت المسألة رفعت أو نصبت، إلا إذا قلنا عامل البدل والمبدل منه واحد صحّ الوجهان.

[الثالث: يكون المقدر من لفظ المذكور أو من معناه]

  الثالث: يجب كون المقدّر في نحو: «زيدا ضربته» من معنى العامل. المذكور ولفظه، وفي بقية الصّور من معناه دون لفظه، فيقدر: جاوزت زيدا مررت به، وأهنت زيدا ضربت أخاه⁣(⁣١).


(١) اعلم أن الفعل المشغول قد يكون متعديا ناصبا للمفعول به بنفسه، وقد يكون لازما ناصبا للمشغول به بحرف جر. وعلى كل حال إما أن يكون المشغول به ضمير الاسم المتقدم، وإما أن يكون سببيه؛ فهذه أربعة أحوال.

فيكون تقدير العامل في الاسم المتقدم المشغول عنه من لفظ العامل المشغول ومعناه في صورة واحدة - وهي أن يجتمع في العامل المشغول شيئان، هما كونه متعديا، وكونه ناصبا لضمير الاسم المتقدم بنفسه، نحو قولك: زيدا ضربته؛ فإن التقدير:

ضربت زيدا ضربته.

ويكون تقدير العامل في الاسم المتقدم المشغول عنه من معنى العامل المشغول دون لفظه في ثلاث صور؛ الأولى: أن يكون العامل في المشغول به لازما والمشغول به ضمير الاسم المتقدم، نحو قولك: أزيدا مررت به، فإن التقدير: أجاوزت زيدا مررت